الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من كثرة المذي، أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعاني من كثرة المذي، حتى أنني أشك في الطهارة بسببه في كثير من الأحيان؛ مما يؤدي إلى إعادة الصلاة. مع العلم بأنه لا يوجد سبب مبرر لنزول المذي في معظم الأحيان. أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khalid حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فهنا يجب التفريق بين عدة أمور قد تختلط عليك في تحديد نوع السائل الخارج منك.

(1) فأول نوع هو ما تسأل عنه وهو المذي، وهو عبارة عن سائل شفاف لزج يخرج من الذكر نتيجة الإثارة الجنسية، وينتج من غدد تسمى غدد (كوبرز) حيث تتواجد خلال مسار قنوات مجرى البول، حيث يساعد هذا السائل ويزيد من درجة الحموضة "PH" لقناة مجرى البول ليجعلها قلوية استعدادا لاستقبال السائل المنوي، كما قد يساعد في عملية الترطيب أثناء الإيلاج، ويختلف الأمر من شخص لآخر، حيث نجد رجلاً كثير المذي مع أقل إثارة، وآخر قليل أو معتدل المذي مع الإثارة العالية.

وقد يحدث نزول للمذي مع أقل إثارة، وهو ما تظنه ليس داعيا لخروج المذي، فمثلا عند مجرد التحدث في الهاتف أو مجرد الوجود في أماكن اختلاط بين النساء والرجال، حتى ولو لم تسترسل في الإثارة الجنسية، فهذا أمر لا يدعو للقلق، فهذا أمر فسيولوجي طبيعي، ولا يعيب الرجل أو يدل على مشكلة عضوية تعيقه عن الزواج، فقد كان سيدنا علي ابن أبي طالب كثير المذي، وقد تزوج فاطمة بنت سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

ولا يحتاج الأمر إلى علاج أو تدخل ويكون تقليله كالآتي:

1- التقليل من التعرض للإثارة الجنسية، سواء من خلال غض البصر والبعد عن الاختلاط ومحادثة النساء هاتفياً أو مباشرة، وكذلك التقليل من التفكير في الأمور الجنسية.

2- الحرص على الرياضة بشكل منتظم لتفريغ الطاقة الداخلية بعيداً عن الأمور الجنسية.

3- شغل النفس بالحق، والوقت بالعمل المفيد والطاعات، والحرص على العلم الشرعي والدنيوي.

(2) النوع الثاني: وهو الودي ويعرف بأنه: السائل الذي يخرج بعد البول أو البراز، ويكون لونه رصاصياً ومعكراً مائلاً للصفرة، وغليظا وليس شفافاً، ويكون نتيجة احتقان البروستاتا الناتج عن عدم الإشباع الجنسي، كما يحدث في حالة الإفراط في العادة السرية أو عدم الإشباع الجنسي بعد الإثارة الكاملة المتكرر، وبالتالي قد تجده بدون سبب محدد، كالتعرض لإثارة أو ما شابهه، ولكنه يكون مرتبطا بالبول أو البراز، وعلاجه مثل الأمور السابقة، مع استخدام أدوية لتقليل احتقان البروستاتا.

وهذا النوع قد يكون بسبب التهاب قناة مجرى البول أو البروستاتا، وقد يخرج بدون أي إثارة، ويكون خفيفا وشفافا أيضاً، وقد يصاحب خروجه بعض الألم البسيط في الظهر أو أسفل البطن أو الخصية، ولكن ليس شرطا أن توجد هذه الأعراض.

ويكون تشخيصه بعمل تحليل للبول، وللسائل المنوي، والعلاج إذا كان هناك أي نتيجة غير طبيعية؛ لذا فإذا كان الأمر مجرد مذي كثير، فهذا أمر عادي، ولا تحتاج إلى أي علاج، فقط عليك بالاطلاع على الجانب الشرعي فيما يتعلق بالطهارة وحجم هذا السائل.

وإذا وجدت أن مواصفات هذا السائل تشبة الأنواع الأخرى، فيمكن عمل تحليل بول بسيط، مع الالتزام بما ذكرناه؛ لتجنب احتقان البروستاتا.

والله الموفق.
-----------------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج سلس المذي شرعيا وطبيا: (274616 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً