الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشخيص الحكة في أعلى الفخذين وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من حكة في أعلى الفخذين بجانب الخصيتين، كما أعاني من انكماش الخصيتين في أغلب الوقت، فهل هذا بسبب برودة الجو أم بسبب آخر؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتوجد عدة احتمالات لمرض جلدي حاك في أعلى الفخذين، منها الفطريات والتهاب الجلد العصبي وأكزيما التماس والمذح - أي التهاب الثنيات - والتهاب الجلد الدهني والصدفية والاحتكاك بسبب المشي وغيرها، وسنذكر التفاصيل في ذلك.

قبل البدء يجب أن ننفي وجود داء السكري، أو الأكزيما البنيوية، أو التماس مع مواد كيمياوية والألياف الاصطناعية والتركيبية، أي علينا أن نفكر بالأسباب والتخلص منها قبل كل شيء.

فأما الحكة التي تشكو منها فقد تكون داء الفطريات المغبني، وهو مرض حاك، وقد تكون الحكة فيه شديدة جداً، ويكون محدد الحواف واضح المعالم ذو هامش فعال واتجاه نابذ مرتفع ومركز أنقى منخفض نسبة إلى الحواف، وغالباً ما يزداد بالرطوبة والاحتكاك والتعرق وأشهر الصيف الحارة الرطبة، أو يكون مصاحباً لمرض السكري كما ذكرنا أعلاه.

وعند المتزوجين فهو غالباً ما يصيب كلا الزوجين لأنه ينتقل بالتماس، ومع ذلك فهو ليس خطيراً، وعلاجه سهل سليم ميسر، وتشخيصه يتم بالفحص السريري أو المجهري المباشر أو بالمزرعة الفطرية.
والعلاج هو مضادات الفطريات الموضعية على شكل كريم مثل الكلوتريمازول أو الإيكونازول أو ميكانازول أو غيرها، كما يحتاج تطبيق الكريم مرتين يومياً إلى ما بعد اختفاء جميع الأعراض والعلامات، وينبغي غسل الملابس الداخلية وغليها وكويها لمنع إعادة العدوى منها.

وأما الحكة فيمكن السيطرة عليها بمضادات الهيستامين مثل الزيرتيك 10 ملغ، أوالكلاريتين 10 ملغ يومياً، وهما لا يسببان النعاس، ويمكن أخذهما أثناء النهار، كما يمكن أخذ الأتاراكس 10 ملغ ليلاً ولكنه قد يسبب شيئاً من النعاس، وتؤخذ مضادات الهيستامين كملطف ومهدئ للحكة ريثما يتم القضاء على الفطريات بمضاداتها.

وهناك احتمالات أخرى للحكة منها:

1- الحزاز المحصور، أو كما يسميه البعض التهاب الجلد العصبي.
2- الصدفية.
3- التهاب الجلد الدهني.
4- حمامى الأرفاغ.
5- الحزاز المنبسط.

ولكل مما ذكر ما يصفه ويسمه الوسم المميز، ويعود للطبيب الفاحص المعالج اتخاذ القرار واختيار العلاج المناسب.

فأما الحزاز المحصور والصدفية فنناقشهما من خلال مقارنتهما ببعض:

• إن وجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية.

• تكون البقع أو الآفات الصدفية واضحة الحدود تماماً، وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جداً، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة، والقشور قليلة واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر أو الوسوف البيضاء.

• الصدفية غالباً غير حاكة إلا إذا تهيجت من الأدوية، أو كان المريض عصبيا رافضا لها، أو كانت في الطويات.

• الصدفية غالباً تصيب فروة الرأس ولا تؤدي لتشكيل ندبات، وقد تصيب الجلد فوق المفاصل، وليس من الشائع إصابته للثنيات، بينما الحزاز المحصور يصيب مواضع تنالها اليد بالحك.

• الصدفية تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر، أو انفصال الظفر جزئياً عما تحته، بينما الحزاز المحصور لا يصيب الأظافر.

• وجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.

• الصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة وذات هجمات فصلية، فهي غالباً تتحسن صيفاً وتزداد شتاءً، بينما الحزاز ذو مسيرة أكثر استقراراً والأغلب فيه الحكة.

• الصدفية أكثر تأثراً بالانفعالات النفسية والقلق والخوف، والحزاز المحصور يكثر عند العصبيين.

• يندر أن ينتشر الحزاز المحصور، بينما الصدفية تنتشر وتصيب مساحات متفاوتة.

• قد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة.

• وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد ولكن هذا نادر.

ونؤكد على ضرورة استعمال الهيدروكسيزين، لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات، سواء أكان المرض صدفية أم حزازاً.

ونحن ننصح باستعمال اللباس القطني الناعم الأبيض الحامل للخصية، وفوقه لباس لنصف الفخذ، فالأول يرفع الخصية والثاني يمنع الاحتكاك، وفوقهما بنطال ناعم قطني، مبتعدين عن النايلون والبولي استر والألياف التركيبية والاصطناعية، (أي قطن أبيض وناعم)؛ هذا بعد علاج المرض الأصلي.

وفي الختام يجب تأكيد التشخيص، وذلك من خلال زيارة الطبيب لإجراء الفحص المباشر العيني أو المجهري لنفي أو لإثبات الإصابة بالفطريات، فإن كانت فطريات فاتباع ما ذكر أعلاه، وتجنب الكورتيزونات القوية على هذه المواضع، وإن كان المرض حزازاً فالعلاج باستعمال مضادات الهيستامين واللوكاكورتين فيوفورم، وإن كان صدفية فيفضل البدء بترافوكورت مع مضادات الهيستامين، ولكن الأمر يحتاج إلى متابعة، ولا يمكن الاستمرار على هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي.

وأما بقية الاحتمالات فنتركها للطبيب الفاحص حتى لا يطول المقال، وحتى لا يلتبس الجواب وتقع في الحيرة، ومعنى ذلك أنه إذا وافق ما عندك ما ذكرناه فهذا أمر طيب ومطمئن، وإن لم يوافقه فليس هناك ما يقلق، ولكن ننصح بمراجعة طبيب الأمراض الجلدية للفحص والمعاينة ووضع التشخيص.

وننصح بأحد مضادات الفطريات وبأحد أنواع مضادات الهيستامين المذكورة أعلاه، فإن تم الشفاء فبها ونعمت، وإلا يجب مراجعة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية.

وأما انكماش الخصيتين فهو يحصل بسبب البرد، ولكن عند الصغار يمكن التفكير بعدم نزول الخصية أو هجرتها، وأما في حالتك فالبرد هو الاحتمال الأولى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً