الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح للزواج

السؤال

هل يجوز للمرأة أن تخطب لنفسها الزوج الصالح؟ وهل ينقص من كرامتها في عين من تخطبه؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ذلك لا ينقص من قيمتها عند أهل العلم الفضلاء، ولكننا نفضل أن يتم ذلك عبر وسيط، ويفضل أن يكون من محارم الرجل، وعلى الفتاة أن تراعى ما تم اعتياده في دهرها وعصرها، وليس كل ما هو صحيح يفعل، والإجابة العامة لا تصلح لمثل هذا السؤال والأمر يختلف من بلد إلى بلد ومن بيئة إلى أخرى، وإذا لم تجد المرأة من يوصل رغبتها فخير لها من المواجهة أن تكتب رسالة تتنقى الكلمات المحتشمة كأن تقول فيها: ( أنا معجبة بدينك وصلاتك وإذا كانت عندك رغبة في الارتباط على كتاب الله وسنة نبيه فوالدي فلان وعمي فلان وخالي فلان، وأرجو أن تعلم أنني أرغب في من يعينني على طاعة الله ورضوانه وإذا قدر الله أمراً كان).

وكم تمنينا أن يقوم الأولياء بدورهم في عرض بناتهم وأخواتهم على صاحب الدين والفضل كما فعل عمر رضي الله عنه حين عرض حفصة على الصديق وابن عفان وفازت حفصة بالمبعوث من عدنان، وهل يوجد فينا من هم أكرم من عمر؟ وهل يوجد في النساء من هي مثل حفصة؟ ومع ذلك لم ير الفاروق أن في ذلك خدش للكرامة لأنهم كانوا يدركون أن كرامتهم في تطبيق الشرع وتحقيق العفة والخير والستر، ولم ينقص من قدر خديجة إرسالها صديقتها لتخطبها وتعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكل الناس يدرك أن من تريد الشر لا تطلب الارتباط بالأخيار، وأماكن السوء وأهل الشر يُعرفون بسيماهم ويلحن القول، ونسأل الله أن يفقهنا في دينه حتى نرفع الحرج عن بناتنا وأخواتنا ونعوذ بالله من الجهل والخذلان والتكبر والعصيان.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الذي ينقص قدر المرأة هو تخليها عن حجابها وحيائها، وحاشا للصالحة أن تكون خرَّاجة ولاجه تبرز للرجال وتزاحمهم وتضاحكهم ولا شك أن المرأة تكسب شخصيتها من إيمانها وهدوئها والتزامها بأحكام الشرع وهذا بشهادة السفهاء أنفسهم، فقد قال قائلهم: إننا نحترم الفتاة المحتشمة ولا نفكر في العدوان عليها.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن نبشر الأخوات بأنه سبحانه يدافع عن الذين آمنوا ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً