الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من التعبير بلفظ (صدفة)

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما معنى كلمة (صدفة) أو (حدث صدفة)؟
أرجو ذكر أمثلة.
بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكل شيء بقضاء الله وقدره، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله سبحانه: (( لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ))[الأنعام:59]، ولا تنزل قطرة من الماء إلا بتقدير القدير، ولا يأكل الإنسان ثمرة إلا إذا قدرها الله، والإنسان يجمع الأموال لكنه لا يأكل منها إلا ما كان من رزقه، ولقمة الطعام تطارد صاحبها كما يطارده الأجل، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، فليس في الكون صدفة، وليس للكون خالق سوى الله، والطبيعة البكماء الصماء لا يمكن أن تخلق الناطق المتكلم، وليت أهل الإسلام يفسرون الأحداث والكوارث والمواقف وفق التصور الإسلامي الواضح حتى يريحوا أنفسهم من التناقضات، ويجدوا إجابة لكل التساؤلات، وعندما نقول: هذا حدث صدفة يعني: على غير ميعاد أو تخطيط أو توقع، ولكن هذا حسب علمنا وفهمنا للأمور الظاهرة، والإنسان لم يؤت من العلم إلا القليل، وخطوط الغيب عنده مخفية، فهو لا يعرف ما ينتظره خلف الجدران، ولا يدرك ما قد يحصل له بعد دقيقة.

ومن هنا يتضح لنا أن ما تراه صدفة هو أمر مقدر في علم الله، ويمكن أن نقول: هذا من حسن الموافقات، ومن تقدير رب الأرض والسماوات، والله تبارك وتعالى عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت.

ولا شك أن هناك مقدمات توصل إلى نتائج، وقد نقول: غداً يوم ممطر، ولكنا لا نملك إلا أن نقول المحتمل؛ لأنه قد يحصل حريق في الليل فتتغير خارطة الجو تماماً.

وعندما حصلت كارثة (تسونامي) وجد شخص بعد شهر تحت الأنقاض وهو حي، فقال الغافلون: إنه لم يمت لأن التربة كانت رطبة، وكان الأكسجين يصله عبر نوافذ في التربة، وفات على هؤلاء أن هناك من يموت والأكسجين على أنفه، والصواب أن نقول: إنه لم يمت؛ لأن أيامه لم تكتمل، وقد هيأ الله له أسباب الحياة، والعاقل يفعل الأسباب، ولكنه لا يعول عليها؛ لأن التعويل عليها خدش في التوحيد، وترك الأسباب خدش في العقل، ومخالفة للشرع الذي جاء فيه (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ))[مريم:25].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة تعميق معاني الإيمان في نفسك.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً