الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإرشاد إلى عدم تعاطي دواء الريمانون والسبراليكس لمعالجة الاكتئاب مع الرضاعة

السؤال

دكتورنا العزيز / محمد عبد العليم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم جميعاً في الشبكة الإسلامية على ما تبذلونه من جهد، ونسأل الله أن يكون في موزاين حسناتكم، استشارتي جزاك الله خيراً خاصة بأختي أسأل الله لها العافية وللمسلمين.
أختي عمرها 29 سنة متزوجة، منذ أربع سنوت تقريباً وهي تعاني من خوف شديد يؤدي إلى أنها تشعر بألم في الصدر، وتعرق باليدين مع برودة في الأطراف، وتسارع نبضات القلب، حتى أننا أحضرنا شيخاً يقرأ عليها بعضاً من آيات القرآن الكريم؛ لذا تجعل الذي يراها يحتار، هل بها مرض في القلب أو مس أو عين؟ وهذه الحالة غير مستمرة فقط في أوقات معينة، وترتبط بظروف مثل أوقات الحمل وبعد الولادة، وأحياناً إذا كان زوجها يشتغل، بالرغم أنها تدرس في حلقات للقرآن الكريم.

وقبل أسبوع أتتها هذه الحالة، وذلك بعد الولادة؛ مما أضطرنا لنقلها للمستشفى، وعمل تخطيط للقلب وتحاليل عامة، ولكن الحمد لله جميعها جيدة؛ لذلك ذهبنا بها لدكتور نفسي، وشخّص الحاله أنها قلق مع اكتئاب، ووصف لها دواء ريبيرون 1/2 حبة قبل النوم، وسبرالكس حبة بعد الغداء، ولكن المشكلة أنها ترضع مولودها الذي لم يتجاوز عمره أسبوعين .

سؤالي: هل يؤثر الدواءان على الرضاعة؟ هل تتطلب الحالة هذين الدوائين؟ استعملت من كل دواء حبة ثم توقفت حتى الرد علينا، جزاك الله خيراً، هل المولود يضره الدواء؟

- هل للدوائين أي تأثير على وظائف الكبد أو القلب والكلى أو يؤدي للإدمان؟ علماً أن سعر الدواء عالي التكلفة في السعودية.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك على اهتمامك بأمر أختك، ونبارك لها المولود، ونسأل الله أن يجعله من الصالحين.

أخي الكريم! بصفةٍ عامة لا يحبذ استعمال الكثير من الأدوية مع الرضاعة، خاصةً في الثلاثة أشهر الأولى بعد الولادة؛ لأن الكبد لدى الطفل يكون ليس بالنضوج الذي يفرز الأدوية بالصورة المطلوبة، ولكن بالطبع هنالك أدوية لا تفرز بالشدة أو بالكثرة من خلال الكبد، وهذه يمكن أن تُعطى، ولكن عموماً أنا لا أنصح حقيقة بتناول الريمانون والسبراليكس مع الرضاعة؛ لأن الطفل ما زال صغيراً، هذا قد يجعل الأم تحس بشيء من الحسرة أو الشعور بالذنب، نحن نؤمن إيماناً قاطعاً بأهمية الرضاعة، بل نؤمن إيماناً قاطعاً بإكمال الرضاعة، ولكن أخي إن شاء الله لا حرج أبداً على المسلم إذا كان هنالك حاجة طبية، فالذي أراه هو أن تتوقف هذه الأخت عن إرضاع الصغير وتستعمل البدائل، وهي بفضل الله تعالى متوفرة وكثيرة، وقد سألنا الإخوة العلماء والمشايخ وقالوا: لا حرج في ذلك مطلقاً بالنسبة للأم.

أنا حقيقة أود أن أنبه على ضرورة استعمال الدواء في مثل حالة الأخت بعد الولادة؛ لأن الحالة التي انتابتها من الواضح أنها نوع من الهرع ونوبات الخوف والتوتر المصحوبة بشيء من الاكتئاب، وهذه الحالات بفضل الله تعالى تتعالج تماماً ويشفى منها الإنسان تماماً، إذن أنصحها بالتوقف عن الرضاعة وتناول الدواء.

هي الآن تتناول الريمانون وحبة سبراليكس، أتفق معك أن هذه الأدوية من الأدوية الغالية، نسأل الله أن ييسر أمر الحصول عليها، وحقيقة في ذات الوقت أنا لست من أنصار تناول دوائين في نفس الوقت، ربما يكون دواءً واحداً كافي جداً، لا داعي لتناول الريمانون، يمكنها أن تستمر على السبراليكس بمعدل حبة واحدة عشرة مليجرام، ثم بعد أسبوعين ترفع إلى 20 مليجرام، وإذا كان لديها مشكلة كبيرة في النوم، فيمكن أن تستعمل مدعمات النوم الأخرى، مثل الأتراكس بجرعة 25 مليجراماً، فهو يعتبر علاجاً جيداً جداً لتحسين النوم، ويمكن أن تتناوله لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

إذن: أرجو أن تستمر هذه الأخت على دواء واحد، وإذا وجدت صعوبة في الحصول على السبراليكس، وذلك لعدم توفر القدرة المالية، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها يا أخي، يمكن لهذه الأخت أن تستعمل أحد الأدوية القديمة نسبياً، ولكنه فعال وممتاز جداً، هذا الدواء يعرف باسم تفرانيل، وجرعة البداية هي 25 مليجرام ليلاً، وترفع الجرعة بنفس هذا المعدل، أي: 25 مليجرام كل أسبوع، حتى تصل إلى جرعة 100 مليجرام، وهي الجرعة العلاجية الصحيحة، وتستمر على هذه الجرعة، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تبدأ في تخفيضها بمعدل 25 مليجرام كل شهر، هذا أخي ربما يكون خياراً جيداً، وهنالك أدوية كثيرة جداً، مثل الفافرين والزيروكسات والإيفكسر، وكلها تقريباً متقاربة في الفعالية.

التفرانيل كما ذكرت لك هو من الأدوية الجيدة، كما أنه ليس مكلفاً نسبياً.

بالنسبة لتأثير الدوائين على وظائف الكبد أو القلب أو الكلى، أو يؤدي إلى الإدمان، لا، هذه الأدوية: الريمانون، والسبراليكس، وحتى الأتراكس الذي وصفته، وكذلك التفرانيل، لا تؤدي أبداً إلى أي تأثير سلبي على وظائف الكبد أو القلب أو الكلى، وهي لا تؤدي إلى الإدمان، فهي من الأدوية السليمة، والتي لا تؤدي أبداً إلى أي تأثير سلبي على الأعضاء الرئيسية في الجسم.

فنرجو الاطمئنان من هذه الناحية، وأسأل الله تعالى لأختك الشفاء، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بأمرها.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً