الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية استخدام بعض الأدوية لمعالجة الاكتئاب والقلق

السؤال

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق العاملين على هذا الموقع إلى ما يحب ويرضى.

أما بعد: فلقد كنت أعاني من أعراض الاكتئاب الخفيفة، والقلق والخوف من المواجهة، فأعطاني الدكتور حبوب السيروكسات بمقدار حبة يومياً، واندرال 20مج، واستمريت على ذلك سنة دون تحسن واضح، فزاد الدكتور الجرعة حبتين حبة صباحاً وحبة مساءً، وإندرال 20مج، واستمريت على ذلك سنتين ولله الحمد تحسنت حالتي بشكل ممتاز.

بعد تحسن حالتي طلب مني الدكتور التدرج في ترك العلاج، وقمت بذلك بتدرج خلال أربعة أسابيع.

الملاحظ الآن أن الأعراض تعود، علماً أن لي ثلاثة شهور من التوقف عن العلاج، فماذا أفعل؟

هل هناك علاج أفضل من السيروكسات أعراضه أقل وآمن للاستخدام طويل المدى؟

إذا لم أستخدم الإندرال تعود أعراض الرعاش في الجسم بشكل شديد، فماذا أفعل؟

أسأل الله الكريم أن ينفع بعلمكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي، يُعرف أن 40 إلى 50% من الناس الذين يعانون من الاكتئاب والقلق والخوف تعود لهم أعراضهم حتى بعد أن تنتهي مدة العلاج المقررة من جانب الأطباء، إذن هنالك حالات قد يرجع المرض فيها لأسباب كثيرة، منها: الاستعداد الفطري لدى الإنسان، وهذا الاستعداد إذا حدث وتفاعل مع ظروف حياتية سلبية، هذا قد يؤدي إلى ظهور الحالة النفسية من اكتئاب وقلق أو ما شابه ذلك.

أخي الكريم: الآن التوجه في الطب النفسي الحديث هو أن الإنسان ما دام لديه استعداد لهذه الحالات النفسية، فمن الأفضل أن يستمر على العلاج الدوائي؛ لأن النظرية الآن هي أنه لابد أن تكون هنالك تغيرات بايولوجية وكيميائية تحدث، وبالطبع أي تغيير كيميائي أو بايولوجي لا يصحح إلا عن طريق تناول المركبات البايولوجية وهي بالطبع الأدوية في مثل هذه الحالات، هذه النظرية الآن معتبرة جداً، وأنا شخصياً أؤمن بها كثيراً، وحقيقة الأدوية الحديثة معظمها هي أدوية سليمة ليست ذات ضرر على الأعضاء الرئيسية في الجسم، وإن وجدت آثاراً جانبية فهي آثار بسيطة ويمكن تحملها، كما أنها ليست مضرة، أو تسبب أي مشاكل على المدى البعيد.

بالنسبة للزيروكسات الذي تناولته، هو من الأدوية الفعالة والأدوية الطيبة جداً، ولكن توجد أدوية أخرى بنفس المستوى ولا تقل عنه أبداً، منها: زولفت، وكذلك سبراليكس، وإيفكسر.

جرعة ثلاث حبات من الزيروكسات في اليوم هي جرعة علاجية صحيحة، ولكنها ربما تكون مرتفعة بعض الوقت، ولذا الذي أنصح به الآن هو أن تتناول لسبراليكس؛ لأن السبراليكس يبدأ بجرعة 10 مليجرام فقط، وينتهي بجرعة 20 مليجرام وهي الجرعة القصوى، ومعظم الناس يستفيدون منها كثيراً، وهو يوجد في شكل 10 مليجرام وفي شكل 20 مليجرام، إذن سوف تكون الجرعة هي حبة واحدة في اليوم أياً كانت.

إذن: أخي الكريم! ابدأ بجرعة 10 مليجرام من السبراليكس، واستمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً، وفي رأيي استمر على هذه الـ20 مليجرام لمدة تسعة أشهر؛ وذلك للتقليل من فرص الاستعداد للاكتئاب، ثم بعد ذلك أنقص السبراليكس إلى 10 مليجرام ليلاً، وتناوله لمدة سنة أخرى.. في رأيي هذا هو الطريق الأفضل من الناحية العلاجية الدوائية.

بالنسبة للإندرال، هو دواء سليم وفعال، وفي بعض الناس الذين يعانون من ارتفاع في مادة الأدرانلين وقت القلق والتوتر تتطلب حالتهم استعمال الإندرال، ولا مانع أبداً من تناول حتى 40 مليجرام في اليوم؛ لأن هذه الجرعة لا تؤثر على ضغط الدم، أو على الوظائف الرئيسية لدى الإنسان، وعليه عموماً -أخي الكريم- أرجو أن تتناول الإندرال، ابدأ بجرعة 10 مليجرام صباح مساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك خفضها إلى 10 مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين أيضاً، ثم يمكنك التوقف عنه، وتستعمله عند اللزوم، أي: إذا حدثت لك أي أعراض من ذلك.

أظنني أجبت على تساؤلاتك الثلاثة، والذي أود أن أضيفه لك هو أن هذه الأدوية -الحمد لله- هي أدوية سليمة جداً، ونصيحتي لك أيضاً أخي الكريم هي أن تهتم كثيراً بالوسائل غير الدوائية، هنالك ما يعرف بالعلاج النفسي المعرفي، والذي يقوم على أن يعود الإنسان نفسه ويروضها على تغيير الأفكار السلبية، واستبدالها بأفكار إيجابية، إدارة الوقت بصورة فعالة هي من العلاجات الطيبة، ممارسة الرياضة أيضاً علاج ممتاز، التواصل الاجتماعي يعتبر علاجاً ممتازاً، تلاوة القرآن بتدبر وتمعن، كذلك الانضمام لحلقات التلاوة أسأل الله أن يكون ذلك متوفراً في بريطانيا، هذه يا أخي كلها وسائل علاجية طيبة جداً لا تقل حقيقة عن تناول الأدوية، وفي كثير من الحالات تكون هذه الطرق مكملة لتناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وجزاك الله خيراً على ثقتك فيما تقدمه استشارات الشبكة الإسلامية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً