الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض الضمور الجانبي وإمكانية الشفاء منه

السؤال

والدي عمره 54 سنة، يعاني من مرض الضمور الجانبي، أريد أن أعرف إن كان للمرض شفاء؟ بدأت أعراض المرض منذ 4 أشهر تقريباً، حيث بدأ يعاني من آلام في رجليه، والآن يكاد لا يستطيع الوقوف، صعوبة في التنفس، فشل كبير في العضلات، في الأيام الأخيرة أصبح يعاني من الدوار، صعوبة في الكلام، عدم الرغبة في الأكل.

للإشارة الطبيب وصف له دواء واحداً اسمه (Rilutek) وقال أنه سيساعده في الشفاء، لكن حالته أراها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

أرشدوني بارك الله فيكم هل هناك أمل؟

والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سبحان الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التصلب الجانبي الضموري Amyotrophic lateral sclerosis هو مرض يصيب الجهاز العصبي اللا إرادي الذي يتحكم في حركة العضلات اللا إرادية، ولا يوجد حتى الآن سبب معروف للإصابة بالمرض، ولكن وجد أنه في 10% من الحالات ظهرت أكثر من حالة في العائلة الواحدة؛ مما جعل العلماء يشكون أن للوراثة دوراً في المرض؛ حيث أثبتوا وجود طفرة في الجين المسمى Sod1 كعامل مشترك بين أفراد العائلة الواحدة المصابين بنفس المرض.

بينما كانت 90% من الحالات فردية لم يظهر لها سند وراثي؛ مما يجعل دور الوراثة في الإصابة بالمرض غير مؤكدة، وعادة ما تبدأ الأعراض بظهور واحدة أو أكثر من المشاكل التالية:

- ظهور ضعف وضمور في عضلات أحد الساقين أو كليهما.

- صعوبة في الكلام، وثقل اللسان.

- صعوبة في البلع نتيجة ضعف عضلات البلعوم.

- وبعد ذلك تضعف القدرة على الوقوف والجري والمشي، وتزداد تدريجياً حتى يقفد المريض القدرة على الوقوف والمشي كلياً.

- السقوط المتكرر عند المشي، وعدم قدرة المريض على الوقوف منتصب القامة مدة طويلة دون أن يقع.

- صعوبة أداء الحركات الدقيقة مثل: الكتابة، ربط وفك أزرار القميص، فتح الباب واستخدام المفتاح.

- ضمور في عضلات اليدين وعضلات الجسم الأخرى واحدة تلو الأخرى.

- ضمور في عضلات اللسان.

- عدم القدرة على مضغ الطعام نتيجة ضعف عضلات الفك.

- صعوبة في البلع.

- صعوبة في نطق الكلام وترتب الألفاظ.

- تصلب في العضلات المصابة، وحدوث انقباضات مؤلمة، وظهور ارتجافات بالعضلات.

- وتزداد حدة المرض مسببة ضعفاً في عضلات الجسم الذي يزداد مع مرور الوقت؛ مما يؤدي إلى الشلل التام.

أما العلاج:

فلا يوجد علاج شاف للمرض نفسه، ولكن الهدف من العلاج هو التغلب على الأعراض وتجنب المضاعفات والمحافظة قدر المستطاع على قدرة العضلات على أداء وظيفتها، وتأخير حدوث الشلل قدر المستطاع.

عمل جلسات علاج طبيعي الهدف منها تقوية العضلات وتأخير الإعاقة قدر المستطاع.

عمل تمارين تخاطب عن تأثر النطق لتحسين النطق عند المريض.

إعطاء بعض العقاقير التي تساعد في تقليل تيبس العضلات ومنها Lizandine ، Baclofen.

علاج أي أعراض نفسية تظهر مثل الاكتئاب، بإعطاء مضادات الاكتئاب، والقلق النفسي، بإعطاء بعض الأدوية المهدئة.

تقلب المريض بصفة مستمرة، وعلاج أي قرح فراش قد تظهر نتيجة عدم الحركة لفترات طويلة، وإعطاء المضادات الحيوية عند حدوث أي عدوى.

وأما (Rilutek) فقد ثبت أنه يؤخر عملية تدمير الأعصاب؛ مما يؤخر تقدم أعراض المرض، كما وجد أن المرضى الذين قاموا بأخذه مع بداية ظهور المرض تأخرت عندهم ظهور أعراض الفشل التنفسي 2 - 3 أشهر مقارنة بمن لم يتعاطوا العلاج، وإن كان هذا العقار لا يؤثر على الأعصاب المدمرة فعلاً فلا يعيدها إلى سيرتها الأولى، ويجب متابعة المريض الذي يأخذ العلاج بعمل صورة دم وقياس لإنزيمات الكبد للمتابعة، وتجنب المضاعفات.

ويؤخذ الدواء على معدة خاوية، ومن أعراضه الجانبية: فقدان الشهية، الغثيان، الإسهال، والشعور بالدوار، وتخف الأعراض الجانبية تدريجياً.

نسأل الله له الشفاء العاجل.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً