الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح الأب الذي يطفف في الميزان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أبي يعمل بالتجارة ويطفف في الوزن وهو يظن أن هذا ليس فيه شيء، ونصحته كثيراً ولكن ما زال مصراً على هذا الفعل، فماذا أفعل معه؟ وهل أترك البيت أم ماذا أفعل؟

وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهدي والدك، ويشرح صدره لترك الحرام والاكتفاء بالحلال.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما ذكرته بخصوص تطفيف والدك في الميزان أو بخس الأثمان أو الغش التجاري، فإنه مع الأسف الشديد أمر شائع يبن كثير من التجار، رغم أن ظاهرهم الصلاح والديانة والمحافظة على الصلاة والعمرة والحج وهذا من باب: هذه نقرة وهذه نقرة أخرى، في زعمهم.

وبعضهم يعتبر أن أمر التجارة من أمور الدنيا التي لا علاقة لها بالدين، وأن التجارة شطارة إلى غير ذلك من المفاهيم المغلوطة، وهذه عبارة عن الجهل الذي تفشى في المسلمين عبر سنوات الاستعمار والأمية والتخلف التي أطبقت على العالم الإسلامي كله لسنوات طوال حتى أصبح الإسلام غريباً حقاً بين أهله، ثم شاء الله أن يحيي أموات هذه الأمة، فكانت تلك الصحوة المباركة التي أنت ثمرة من ثمارها الطيبة، ولذلك ينشأ الصراع بين الجهل والعلم والكبار والصغار والقديم والحديث في داخل معظم الأسر حيث يصر الكبار على أن ما هو عليه هو الحق، وأما ما جاء به الصغار ما هو إلابدع يحدثه ما أنزل الله بها من سلطان، وأن حياة الكبار كانت كلها بركة ورحمة وتعاطف وتفاهم إلى غير ذلك من الخلط الذي لا أساس له من الصحة.

لذا أقول أخي محمد: واصل النصح والتذكير على قدر استطاعتك ولكن بهدوء ورفق ولين، ولا مانع من الاستعانة ببعض العلماء والمشايخ أو الدعاة الكبار الذين قد يحترمهم والدك وتسألهم أمامه بطريقة غير مباشرة عن حكم مثل هذه التصرفات لعله أن يقتنع بكلامهم؛ لأنك ولده، وغالباً ما يلقى الآباء وزناً لكلام أولادهم، وأكثر من الدعاء له.

وأما عن أكلك من البيت أو من مال أبيك فهذا لا شيء فيه؛ لأنه مال مخلوط وليس حراماً خالصاً، ولا تترك البيت وإنما عليك مواصلة الدعوة والدعاء والرفق واللين والحكمة؛ لأن مقام الأبوة عظيم وخطير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً