الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول اللاإرادي للطفل وكيفية معالجته

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي عمرها 3 سنوات عادت للتبول في الفراش بعد أن كانت منظمة جداً، مع العلم أنها تقوم إلى الحمام، ورغم ذلك تتبول، بحيث أنني جعلتها تستغني عن الحفاظات منذ 6 أشهر، وكل ليلة بعد العشاء تشرب حوالي ربع لتر من الحليب، وهذه عادتها من الأول، ورغم ذلك لا تتبول في فراشها؛ لذلك اضطررت إلى إعادة الحفاظات ليلاً، وبدأت من البارحة؛ لأنني حقاً تعبت خاصة مع برودة الطقس، علماً بأن ابنتي الكبرى وعمرها 10سنوات، هي أيضاً تتبول في فراشها ليس دائماً ولكن أحياناً، وهذا منذ حملي بأختها، هي الآن أفضل من السابق، لكن المشكلة أنها الآن بلغت سن البلوغ في شهر رمضان المبارك وتبولت وهي حائض، علماً بأنها متهيئة نفسانيا لهذا؛ لأنني اعتبرها صديقة لي، ولكن تعبت كثيراً، وقد سبق أن استشرتكم في حالتها، ولكن الآن الأمر قد اختلف، وهل بلوغها في هذا السن يعتبر عادياً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SS حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيتها الأخت الكريمة! بالنسبة للتبول اللاإرادي لدى الأطفال، إما أن يكون هو في الأصل منذ ولادة الطفل أو يكون مكتسباً بعد ذلك، بمعنى أن الطفل قد توقف تماماً من التبول ليلاً ثم بعد ذلك عاوده، وهذا يحدث لدى الأطفال لأسباب مختلفة، من أهمها : التغيرات الوجدانية، والتغيرات العاطفية والحياتية التي تحدث على مستوى الأسرة، على سبيل المثال الانتقال من منزل إلى آخر عند بداية المدرسة عند قدوم مولود جديد على الأسرة، أو أي حدث حياتي آخر، ويوجد سبب آخر وهو أن هنالك بعض الميول الأسري أو الميول الإرثي بالنسبة للتبول اللاإرادي .

أنا على ثقة كاملة أن الأسرة - إن شاء الله - أسرة مطمئنة بالنسبة لأسرتك، ولكن يجب البحث إذا كانت هنالك أي صعوبات أسرية داخلية أدت إلى ظهور التبول اللا إرادي لدى الطفلتين.

عموماً، بالنسبة للابن الكبرى، والتي عمرها الآن عشر سنوات، لابد من أن تتبعي منهج الحوار الذي يؤدي إلى طمأنتها، وأن تشرح لها الأمور، ومن أهم الأشياء هي أولاً: عليها أن تذهب إلى الحمام قبل النوم، وعليها أن تفرغ المثانة من البول كاملاً، هذا ضروري جداً، بمعنى أن تجلس في الحمام حتى بعد انقطاع البول، وتحاول أن تدفع إذا كان هنالك أي بقايا للبول في المثانة .

من الضروري جداً أن لا تتناولي أي نوع من المشروبات بعد الساعة السادسة مساءً، وينصح أيضاً أن تحاول أن تحصر البول في أثناء النهار حتى تحس بالألم، هذا يؤدي إلى اتساع المثانة واستقبالها لكمية أكبر من البول، ومن الضروري جداً أن لا تنتقد هذه الابنة، من الضروري جداً أن تستشعر بأهميتها، وأنها هي الكبرى، ويجب أن تستشار في أمور الأسرة، وعليك أن تجعليها أيضاً تقوم ببعض الأعمال المنزلية من أجل مساعدتك، ومن أجل بناء شخصيتك، وبالطبع تركز على دراستها كذلك.

وفي مثل حالة هذه الابنة لا مانع من تناول الدواء المعروف باسم تفرانيل بجرعة 25 مليجراماً ليلاً، هذا الدواء وجد أنه يساعد كثيراً في توقف التبول اللاإرادي في مثل هذا العمر، والجرعة كما ذكرت هي 25 مليجراماً ليلاً، يعطى لمدة ثلاثة أشهر، وبعد ذلك يمكن أن يعطى عند اللزوم إذا لم يتوقف التبول اللاإرادي .

بالنسبة للحيض، هنالك بعض البنات يبلغن سن البلوغ في وقت مبكر، وهذا يعتبر أمر طبيعي بالنسبة لهذه الابنة، فهذه السن يمكن أن يحدث فيها البلوغ خاصةً إذا كان مستوى التغذية جيد لدى البنت، ويعرف أيضاً أن العوامل الوراثية تلعب دوراً فأرجو طمأنتها وأن الحمد لله قد قمت بكل التحوطات والتهيئة النفسية لديها، وبالنسبة للتبول اللاإرادي أكرر يجب أن لا تنتقد إنما توجه وهذا إن شاء الله سوف يؤدي إلى نتائج إيجابية .

المعاملة بالنسبة للبنت الصغرى تكون على نفس المستوى، ولكن لا نستعمل الأدوية في حالتها، فهي لا زالت صغيرة .

من الأشياء التي يمكن القيام بها هي استعمال طريقة النجوم مع هذه الطفلة، وهي أن يشرح لها أنه من الضروري أيضاً أن تذهب إلى الحمام قبل النوم، ويجب أن تتوقف عن شرب الحليب بعد الساعة السادسة مساءً، وكذلك أي مشروبات أخرى، وتعلم أيضاً أن تمسك أو تحصر البول في أثناء النهار، وبعد أن نشرح لها كل ذلك تُعطى نجمتان أو ثلاث في الليل التي لا تتبول فيها، وإذا تبولت بالطبع سوف تفقد نجمة أو نجمتين في الليلة التي تلي الليلة التي لم تتبول فيها، وفي نهاية الأسبوع يمكن استبدال هذه النجوم بشيء محبب إلى الطفلة، هذه الطريقة تحفيزية وجيدة وتنجح في كثيرٍ من الأطفال .

كذلك لابد أن تطمئن الطفلة أن تشعر بوجودها، أن تشعر بأهميتها، وهذا إن شاء سوف يؤدي إلى اختفاء هذه الحالة، ويجب أن لا يكون الموضوع شاغلاً بالنسبة للأسرة، بمعنى أن لا ننتقد الطفلة الصغيرة، وحتى أختها الكبيرة كما ذكرت سابقاً يجب أن يعامل الموضوع بخصوصية وسرية وطمأنة هذا وجد أنه يؤدي إلى نتائج إيجابية.

سيكون أيضاً من الجيد أن يتم فحص البول بالنسبة للطفلتين، هذا أيضاً يساعد لأن في بعض الحالات ربما تؤدي الالتهابات البولية لدى البنات إلى مثل هذه الحالة، وإن كنت أشك في أن ذلك هو السبب.

هذا هو الذي أود أن أقوله، وبالله التوفيق والسداد.
----------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول السن الطبيعي للبلوغ للفتاة: (248577 - 233497 - 257323 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً