الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب اللون الداكن في الجلد حول المنطقة التناسلية وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من حساسية في العضو التناسلي وفي الخصيتين، والتي أدت إلى تغير لون الجلد، وهي عبارة عن منطقة سوداء في الأماكن المحددة سابقاً، وليس فيها حبوب أو احمرار مثلاً وإنما طبقة واحدة يميل لونها للسواد مع حكة زائدة، فأرجو تصنيفها لي من خلال العلاجات، وهي عبارة عن ثلاثة مراهم (لاميزيل، بتنوفيت، ديرموفيت)، فما هو نوع هذه الحساسية؟ وكيف أتخلص من لون الجلد وإعادته إلى طبيعته؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن السؤال مليء بالإشكالات والاجتهادات المحيرة، فإن (الديرموفيت) لا يستعمل على هذه المنطقة الحساسة إلا باستثناءات نادرة، وإن (الأميزيل) هو علاج للفطريات وليس للتحسس، وكذلك فإن (البيتنوفيت) لا يستعمل لعلاج الفطريات، وكيف نستطيع تصنيف المرض من خلال معالجات لم يذكر مصدرها ولا واصفها، وقد لا تكون هي الدواء الأمثل.

ولا يوجد احمرار -أي التهاب- فلماذا نستعمل (الكورتيزون) الموضعي أو لماذا تستعمل مضادات الفطريات، وقبل ذلك كله ما التشخيص حتى تم استعمال هذه الخلطات؟ وماذا كان أثرها؟

وببساطة نقول إن التصبغات الحاكة على هذه المنطقة قد تكون تالية لالتهاب سابق ولكنه انتهى الآن فلا داع لأي مما ذكرتم، وقد يكون بسبب تناول دواء أحدث التهاباً تحسسيا لهذا الدواء وانتهى التحسس وترك أثراً أسود سيزول مع الزمن، وقد يكون حمامى الأرفاغ، وقد يكون اسوداداً بسبب العنف في الحكة والتنظيف، وأي مما ذكرنا فهو عبارة عن تصبغ تالٍ لمرض واضح له معالم مثل الاحمرار وله أعراض مثل الحكة.

وننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة وإجراء الفحص المجهري المباشر لنفي أو تأكيد الفطريات أو الفحص بأشعة (وود) لنفي أو تأكيد حمامى الأرفاغ التي تعطي اسمراراً بدون أعراض، وعلاجها يكون بـ(الإريثرومايسين) تحت إشراف طبيب.

وسنفصل الكلام عن الاسوداد في هذه المنطقة من الجسم قبل ذكر المعالجة، وأود أن أقول أن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض -إن لم يكن في كلها-، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج.

فإن التصبغات التي تذكرونها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكاً أو التهاباً أو إنتاناً، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوماً فمضاد حيوي، وإن كان فطرياً فبمضاد الفطريات.

ولا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على (الأنسولين)، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالباً ما تكون في المنطقة العجانية -المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية- وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب أو من الحكة.

وتعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس ولكن التصبغ يكون موضعاً على الثنيات والطويات ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيء وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصاً في كل موضع يتم فيه احتكاك، سواء أكان بديناً أم لا.

وبعض الأدوية مثل (المينوسايكلين) ومشتقات (التتراسيكلين) قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وأريد التأكيد على أن ما تشتكون منه من اندفاعات جلدية حاكة يضيف عاملين من عوامل التصبغ وهما الالتهاب والحكة، كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات الشبيهة بالشيخوخة الموصوفة في السؤال، فالالتهاب في هذه المواضع غالباً ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محدداً في الثنيات ورطباً فهو التهاب بالخمائر، خاصة (الكانديدا)، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.

وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء والسكري أو أورام داخلية، مثل (أكانثوزيز نيغريكانز) أو (بسودو أكانثوزيز نيغريكانز).

وإن فحصاً سريعاً عند طبيب أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غددية مسببة لهذه التصبغات.

وننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية وذلك للفحص والمعاينة ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، والتي هي الأرجح في حالتك، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور في الموضع المصاب ورؤية العناصر الفطرية فيها.

وأما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم (لوكاكورتين) أو (البيفاريل) أو (الداكتارين كريم) مرتين يومياً لأي منها، ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماماً، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجاً للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.

ويجب استعمال مضادات الحكة مثل: (الزيرتيك) أو (الكلاريتين) أو (التلفاست) حبة واحدة يومياً عند اللزوم، وذلك لتخفيف الحكة؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.

وأما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل (الأتاشي) أو (ديبيغمنتين)، وحديثاً (الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف)، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أياً منها يدهن مرة يومياً إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.

وختاماً: يجب الوصول إلى التشخيص وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيب المتخصص بالأمراض الجلدية؛ لأنها ستوفر عليك الخوض في هذه الدوامة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً