الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير أدوية الاكتئاب على الحمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من اكتئاب منذ ثلاث سنوات، وقد بدأ معي في فترة الحمل ومستمر حتى الآن، وفي البداية كان العلاج زيروكسات، وقد أفادني والحمد لله، وقد أوقفته بعد سنة، وكنت على ما يرام دونه إلى أن أخذت دواء (ريدكتيل) للتخسيس.
وبعد عشرة أيام من تناوله أحسست بعودة الاكتئاب واشتداده يوماً بعد يوم، فعدت للعلاج مرة أخرى، لكن في هذه المرة استعملت (الفليوكستينا-بلماك) ولقد مضى على علاجي به سنة، وفي شهر رمضان أوقفته لكن لم أستطع الصمود دونه، إذ تغيرت حالتي بعد أن كانت مستقرة وأصبحت عصبية لأتفه الأسباب، وكنت أشعر بضيق ثم تحول الأمر إلى قلق ومن ثم اكتئاب فعدت من جديد للدواء.
وأنا أتناول حبة يومياً، لكني أشعر أنني والحمد لله بعد أقل من شهر من العودة أنني بخير، لكنني أرغب في الإنجاب لاحقاً، وأفضل قبلها أن أتعالج بشكل جيد من الاكتئاب؛ لأن أحد الأطباء قال لصديقتي إن (فليوكستينا-بلماك) هو مسكن للاكتئاب، وليس معالجاً بعيد المدي لأنه خفيف، واستبدل لها الدواء بالإيفكسر لأنه أكثر قوة وفعالية، فما رأيكم؟ وكم المقدار لكي أتمكن لاحقاً بعد سنة أو أقل من الإنجاب، ولتوقي الاكتئاب في الحمل؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله أنك الآن تتمتعين بصحة نفسية جيدة حقيقة، واستعمال الأدوية النفسية في أثناء الحمل هو بصفة عامة غير مرغوب فيه، ويمكن أن نقول أن كل الأدوية يجب أن يتجنبها الإنسان في فترة الحمل الأولى، وهي فترة تخليق الأجنة الــ( 118) يوماً الأولى، ولكن هناك استثناءات كثيرة لهذه القاعدة، فالإنسان إذا اضطر لاستعمال الدواء يمكن أن يتخير له الطبيب الدواء الأنسب، والدواء الذي لم تسجل ضده أي حالات سلبية فيما يخص تخليق وتكوين الأجنة.

وقد يضطر الإنسان لتناول الدواء في هذه المرحلة، وعليه أيضاً أن يتابع مع طبيب النساء والولادة حين يحدث الحمل، وذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب النفسي، ودائماً ننصحهم أن تتباعد المدة بين الأحمال بين حمل وآخر، فإذا كان هناك نوع من التباعد النسبي فهذا طيب، والمدة التي ننصح بها هي ثلاث سنوات بين كل حمل وآخر، وأعتقد أنك قد أكملت هذه المدة فلا شيء يمنع في أن تفكري بالحمل مرة أخرى، ونسأل الله أن يجعل لك الذرية الصالحة.
وبالنسبة للإيفكسر فلا يعتبر من الأدوية السليمة في أثناء الحمل، ولا توجد أي ضمانات كافية، ولم تسجل أشياء ضده وفي نفس الوقت لم تسجل معلومات لصالحه، والدواء الذي يعتبر سليماً في أثناء الحمل هو البروزاك، وأعتقد أن الدواء الذي استعملتيه وهو باسم (فلوكستينا-بلماك) أعتقد أنه هو البروزاك نفسه؛ لأن البروزاك يعرف علمياً باسم فلوكستين، إذن البروزاك أو الفلوكستين هو الدواء الذي يعتبر سليما، وهناك دراسة أشارت إلى أن حوالي 1200 امرأة حملن صدفة وهن يتناولن البروزاك، وتم متابعة هؤلاء النسوة في فترة الحمل مع استمرارهن على تناول البروزاك ولم تسجل والحمد لله أي حالات خلل في تكوين الأجنة، وهذه الدراسة تعتبر دراسة يُعتمد عليها.

فاطمئني تماماً أن البروزاك يعتبر هو الدواء السليم ويمكنك أن تتناوليه في أثناء الحمل حتى جرعة 40 مليغرام في اليوم، وما ذكر لك أنه دواء ضعيف فهذا ليس صحيحاً، وإنما هو من الأدوية الفعالة جداً لعلاج الاكتئاب، ويتميز أنه يبعث الطاقات ويبعث الحيوية ويرفع من معدل الأداء النفسي بصورة إيجابية، كما أنه قليل الآثار الجانبية. وهناك شيء واحد أنصح به حين يحدث الحمل وهو المتابعة مع طبيبة النساء والولادة لتقوم بإجراء الفحوصات والمتابعة، خاصة الصور عن طريق الأمواج الصوتية فهي توضح مراحل تخليق الجنين.
نسأل الله لك الشفاء والعافية وأن ترزقي الذرية السليمة الصالحة.

وبالله التوفيق.
--------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية، والتي تتناول علاج الاكتئاب بالوسائل السلوكية: ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً