الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الثقة بالنفس وصعوبة مواجهة الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني عدداً من المشكلات النفسية، وهذه المرة الأولي لي التي أستشير فيها أحداً وأتمنى أن أجد لديكم حلاً لمشكلتي.
أنا عندما كنت صغيراً لم تكن عندي أي مشكلة ماعدا الخوف من الذين يكبروني سنناً والخوف من الحديث أمامهم، فيما عدا ذلك لم يكن عندي مشكلة أخرى إلى أن وصل عمري 16 سنة عندها تعرضت لصدمة عاطفية يصعب علي تحملها، بعدها أصبحت تأتيني حالة تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، وهي أني أكون مرتبكاً ولا أستطيع النظر في عيون الناس، وبعد هذه الصدمة أصبحت أتعاطى الحشيش لمدة ستة أشهر ولكن للأسف خرجت منه بأعراض لا يمكن تخيلها، فمن هذه الأعراض أنني عندما يكون أحد أمامي أو بجانبي تتجه عيني لا إرادياً نحوه، وأيضاً عندما يأتيني إحساس أنه ينظر إلي وعندما ألتفت إليه بعد معاناة أكتشف أنه ينظر إلى أحد غيري أو في التلفزيون.

وهذه الأعراض تأتي على فترات، وأيضاً عندي عدم ثقة بالنفس وعدم المقدرة بالاختلاط بالناس والحديث، وأيضاً عندما يكون أحد يتكلم معي ويكون الحديث مضحكاً لا أستطيع الضحك طويلاً بسبب ظهور علامات الإحراج على وجهي، وعندما أتحدث مع الناس خصوصاً الذين لا أعرفهم جيداً يكون صوتي خافتاً، وأعاني أيضاً من مشكلة تقلب المزاج، وعندي أيضاً شيء ألحظه في نفسي وفي تعاملي مع الناس وهو أنه عندما يكون التعامل عابر أكون مميزاً ولكن إذا امتد التعامل أجد شيئاً يمنعني من التواصل والحديث.

هذه مشكلتي وأتمنى أن أجد لديكم الحل.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محروم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك كثيراً على رسالتك، وأؤكد لك أن الكتابة ليست مبعثرة وقد عبرت عن أفكارك بصورة واضحة جداً .

أيها الأخ الكريم! أنت تعاني من درجة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي، ولكنها ليست درجة كبيرة، وبالطبع التجارب النفسية السلبية والسيئة التي حدثت لك مع تناول الحشيش تتمثل في أنك أصبت بنوع من الهلاوس، وكذلك نوع من الظنان وسوء التفسير لما يدور حولك، والحمد لله أنت الآن قد أقلعت عن هذه العادة السيئة، وأسأل الله لك المغفرة، وعليك التوبة يا أخي، وأن تندم على ما فات، وأن لا تكرره مطلقاً.

أخي الكريم! هذه الحالة إن شاء الله يمكن أن تعالج، عليك أولاً أن تفكر إيجابياً عن نفسك، عليك أن تضع برامج يومية تقوم على الاختلاط بالناس وتقوم على التواصل مع الآخرين.

أخي! لابد أن تقوم بزيارتين على الأقل، زيارتين في اليوم لأصدقائك وأرحامك ومن تعرف، وخلال هذه الزيارات والالتقاء بالناس بصفة عامة عليك أن تزيد من مهاراتك الاجتماعية بأن تنظر إلى الناس في وجوههم، ويجب أن تتأكد أن الناس ليسوا بأحسن منك بأي حال من الأحوال، حاول أيضاً أن تكون معبراً فيما تقول، وحاول أن تحضر بعض المواضيع قبل أن تذهب لمقابلة الأشخاص الذين تود مقابلتهم، حين تحضر هذه المواضيع يمكنك طرحها والاسترسال فيها بكل سهولة.

عليك أخي الكريم أيضاً أن تلجأ لأساليب الاختلاط الجماعي مثل ممارسة الرياضة الجماعية ككرة القدم، عليك أيضاً أن تحضر النشاطات والمحاضرات، خاصة تلك التي تقام في المساجد، وعليك أيضاً بحضور حلقات التلاوة، ومجالسة من تثق فيهم من الإخوة الصالحين، هذا بالطبع يا أخي سوف يقوي من شخصيتك وثقتك بنفسك، وتشعر بالطمأنينة أكثر في هذه المحيطات.

أخي الكريم! الجانب الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، سوف أصف لك أحد الأدوية التي أثبتت فعاليتها، الدواء يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة 10 مليجرامات ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهرين، وبعد ذلك إذا أحسست بتحسن معقول، أرجو أن تستمر على نفس الجرعة، أما إذا لم يكن هنالك تحسن فعليك أن ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، حبتين من الزيروكسات وهذه تعتبر جرعة ممتازة جداً، وقطعاً وبإذن الله تعالى سوف تحس بأنك قد تحسنت، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الدواء بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عنه، أما إذا شعر أنك قد تحسنت مع جرعة حبة واحدة فاستمر عليها لمدة تسعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناولها.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والممتازة والجيدة جداً، ويوجد له دواء بديل يعرف باسم لسترال، ويسمى أيضاً باسم زولفت، وجرعته هي خمسين مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 50 مليجرام، أي حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عنه.

الزولفت علاج ممتاز، وكذلك الزيروكسات الذي ذكرته لك أولاً.

أخي! أرجو أن تثق في نفسك وأن تثق في مقدراتك، وأنت والحمد لله تعمل كمدير فرع، وأنا على ثقة كاملة أنك إن لم تكن مؤهلاً لهذا المنصب لما أوكل إليك، فأرجو أن تثق في نفسك أكثر، وأسأل الله لك التوفيق والسداد .
--------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الرهاب سلوكياً وشرعيا: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 )، وعدم الثقة بالنفس: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً