الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأخر الوظيفة قد يكون عقاباً إلهياً؟

السؤال

هل يمكن اعتبار تأخر الحصول على الوظيفة، والمعاناة النفسية والاجتماعية الناتجة عنها عقاباً من الله على الذنوب التي يرتكبها العبد؟

وماذا علي أن أفعل حتى يستجيب الله لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن للمعاصي آثارها الخطيرة وثمارها المرّة، والإنسان قد يُحرم الرزق بالذنب يُصيبه، فإن للمعصية ظلمة في الوجه وضيقا في الصدر وبغضة في قلوب الخلق، قال تعالى: (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]، وقد قال قائل السلف: (إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي وفأرة بيتي).

ولا شك أن العلاج يكون بالتوبة والاستغفار، وذكر الواحد القهار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا صعبت عليه مسألة استغفر واستغفر حتى يفتح الله عليه، وطلب الصحابة من الفاروق أن يستسقي لهم فاستغفر واستغفر ثم نزل فأتاهم الغيث ونزلت الرحمات.

وأرجو أن يُدرك الجميع أن الوظيفة قد تتأخر حتى على الطيبين وعليهم في هذه الحالة أن يصبروا ويعلنوا الرضا بقضاء الله وقدره، وإذا نزل البلاء انقسم الناس إلى طوائف ثلاث:

الأولى: كانت على الخير والإيمان فيحرمها الله أو يبتليها لترفع بالصبر عند الله درجات.

الثانية: كانت غافلة ولاهية فردها البلاء إلى الله فانكسرت وتضرعت ورجعت.

الثالثة: كانت على الشر ولم يزدها البلاء إلا بُعداً (( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))[الأنعام:43] وهذه الأسوأ والعياذ بالله.

وإليك هذه الوصايا:

1- عليك بكثرة الدعاء.

2- عليك بتقوى الله؛ فإن الله وعد أهلها بتيسير الأمور، فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4].

3- بر الوالدين وصلة الرحم؛ فإن البر يزيد الرزق.

4- مساعدة الضعفاء ليكون القوي العظيم في حاجتك.

5- عدم اشتراط وظيفة معينة فكل عمل شريف حلال.

6- إعلان الرضا بقضاء الله وتجنب التسخط والضجر.

7- الاستمرار في البحث وبذل الأسباب.

8- عدم الحديث عن المحاولات الفاشلة.

9- الأمل والثقة في الله، ولكل أجلٍ كتاب.

10- نقاء السريرة وحب الخير للجميع.

11- تذكر لذة الثواب وسوف تنسى ما تجد من الآلام.

12- الاستغفار، والذكر، والصلاة .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية اسامه

    استغفرالله استغفرالله تخرت الوظيفه لكن اسئل الله ان تكون خيره من عنده والحمدالله على كل حال

  • هولندا محمد من المغرب

    شكرا لكم جزيل الشكر في الدنيا والأخرة من عند الله جل جلاله وأقول الحمد لله والشكر لله قد ككرمه وقد كعزة جلاله على كل حال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً