الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الرغبة الجنسية بسبب الاكتئاب والقلق النفسي وعلاجه

السؤال

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي أن أعبر عن حبي الشديد لموقعكم الرائع، وأنني لا بد أن أطلع يومياً على استشارات الشبكة، ولكم أفادتني في حياتي! خاصة حضرتك، وحضرة الأستاذ الهنداوي والأستاذ الفرجابي.

أستاذي الفاضل عندي سؤال:

كنت أحد ضحايا الاكتئاب والوساوس القهرية والمخاوف لسنوات طويلة، وأحتسبها عند الله، وأرجو أن يعوضني الله عنها، فأنا أعتبرها بلاءً عظيماً، إلى أن هداني الله إلى موقعكم هذا، واستشرت سيادتكم.

ورغم أني لم أتناول الأدوية بانتظام إلا أنني شفيت والحمد لله، وأعتقد أني صرت إنساناً طبيعياً، وقد تناولت لوسترال لمدة شهرين، ثم بروزاك شهراً، ثم فافرين شهراً، وأحسست وقتها بضعف الرغبة الجنسية، والآن أشعر أن الرغبة الجنسية لدي ضعيفة رغم أن الانتصاب جيد، وقبل تناول الأدوية كنت شديد الرغبة والشهوة.

كما أشعر ببعض الثقل في المنطقة الفاصلة بين الخصية والشرج فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك كثيراً على هذه الثقة فيما تقدمه الشبكة الإسلامية، وندعوا الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان أعمال الجميع - أخي الفاضل - الحمد لله أنك قد تغلبت على الاكتئاب والوساوس القهرية والمخاوف، وهذا بالطبع في نظري لا يُعزى فقط إلى الأدوية، الأدوية تساهم كثيراً في تحسن الناس، ولكن قوة الإرادة والتوكل، وأن يكون الإنسان لديه خارطة تفكير إيجابية تُبنى على الإصرار على التحسن، هذا في حد ذاته يعتبر أيضاً مساهمة علاجية كبرى، وأعتقد أنك قد أفلحت كثيراً في هذا السياق، فبارك الله فيك، وعليك - أخي - أن تواصل هذا التفكير الإيجابي، عليك - أخي - أن تنظم وقتك وتستثمره بالصورة الصحيحة.

عليك - أخي - أن تقاوم أي أفكار وسواسية أو أي نوع من المخاوف وتحقرها وتستبدلها بما هو مضاد ومخالف لها، بالطبع الطريقة التي تناولت بها الأدوية -أخي الفاضل - ربما تكون ليست هي الطريقة الصحيحة، بالرغم من أن هذه الأدوية متشابهة إلا أنه يفضل أن يتناول الإنسان دواءً واحداً بجرعة صحيحة وبالمدة المطلوبة، ولكن عموماً ما دمت قد شفيت واستفدت من هذه الأدوية، فنقول لله الحمد والشكر بالنسبة لضعف الرغبة الجنسية:

الرغبة الجنسية من أهم أسباب ضعفها بالطبع هو الاكتئاب والقلق النفسي، وقد ذُكر أيضاً أن بعض الأدوية النفسية ربما تؤدي إلى قلة الرغبة والضعف الجنسي البسيط، ومن هذه الأدوية الاسترال والبروزاك، أما الفافرين فهو لا يؤدي إلى ذلك، وهذا النوع من الضعف الذي نربطه بالأدوية في بعض الحالات القليلة ينتهي ويختفي بعد أن يتوقف الإنسان من الدواء، هنالك وضع يمكن أن نعتبره وضعا نفسيا، وهو أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل فيما يخص العلاقات الجنسية والمعاشرة الزوجية، هنالك بعض الناس يفرض على نفسه رقابة شديدة فيما يخص أداءه الجنسي، وهذه الرقابة والملاحظة التي تُفرض على الأداء الجنسي وجد أنها تؤثر تأثيراً سلبياً.

نصيحتي لك -أيها الأخ الكريم- هي ألا تحس بأنك فشلت، وألا تحس بأنك ضعيف الرغبة الجنسية؛ لأنه كما ذكرت لك هذا الخوف من الفشل في حد ذاته له تبعات سلبية، الشيء الآخر الرغبة الجنسية والمعاشرة الزوجية هي أمر طبيعي وفطري، وعلى الإنسان أن يرفع من ثقافته الجنسية ويرفع من ثقافة زوجته الجنسية أيضاً في حدود ما هو مشروع، هذا بالطبع أيضاً يزيد من الرغبة الجنسية، ولقد وجد - أيها الأخ الكريم - أن ممارسة الرياضة أيضاً تساعد كثيراً في تحسن الرغبة والأداء الجنسي، وأنت ذكرت أنه كانت لديك رغبة شديدة فيما مضى، هذه الأمور تتفاوت من وقت لآخر، وحقيقة أنا أرى أنك إذا طبقت الإرشادات البسيطة السابقة فسوف تجد أن الأمور - إن شاء الله - بدأت ترجع لوضعها الطبيعي.

وبالنسبة للشعور بالثقل في المنطقة الفاصلة بين الخصية والشرج هذا ربما يحدث في بعض الأحيان نتيجة لالتهابات في غدة البروستات، ولكن أنت أيضاً لا زلت صغير السن، ولا أعتقد أن هذا الأمر قد حدث لك، ولكن إذا كان هنالك أي نوع من السخونة في البول أو عدم الارتياح أو توجد انشدادات في الخصيتين فعليك أن تقوم بإجراء فحص للبول ولو قابلت بالطبع طبيباً مختصاً في المسالك البولية فسوف يكون هذا أمراً مرغوباً فيه، وسوف يجعلك تشعر بالطمأنينة - إن شاء الله تعالى - ولا عتقد أنك في حاجة إلى أدوية تقوي من الرغبة الجنسية، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى أي أدوية نفسية، ولكن إذا كنت تشعر أن هذا الأمر قد سبب لك إحباطاً فلا مانع أن تتناول الفافرين بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين أو ثلاثة وهو دواء بسيط جداً وطيب جداً، ويساعد في إزالة الاكتئاب أو منعه، وكذلك الوساوس القهرية، وهو يزيل القلق، ولا يؤثر سلباً على المعاشرة الزوجية.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الاكتئاب بالوسائل الشرعية والسلوكية: ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً