الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاضطراب الاكتئابي، فما أسبابه وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، أعزب تعرضت لأزمة نفسية تسببت لي بحالة اضطراب اكتئابي، واستمريت لمدة ستة أشهر على العلاج، وبعد ذلك تعرضت لمجموعة أزمات نفسية كان أكثرها ألماً فقدان أبي وأمي معاً في أسبوع واحد وقد شخصت حالتي على أنها قلق عصبي ( ذهاني ) طارئ ثنائي نشط مع أعراض نوبة اكتئاب ثانية، ووصف لي الدواء وهو حبة واحدة من Zeprexa 10mg وحبتين Seroxat 20mg حبتين Atarx 10mg وحبتين Kemadrine علماً بأنني حاولت الانتحار مرتين وربي أنقذني وقد عرض علي التنويم بالمستشفى وقد رفضت.

سؤالي هو: ما رأيكم بهذا الدواء الذي أتعاطاه وما الذي ترونه مناسباً لحالتي النفسية تصرفات غريبة مثل الرغبة في أكل التراب ومخلفات الأنف والإحساس بأنني عظيم وعالم كبير ونوبة من الهلع والخوف وعدم الاكتراث بالمظهر العام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لوالديك الرحمة والمغفرة، وأن يلزمك الصبر والسلوان.

أخي الكريم من الواضح أن حالتك -هي كما ذكرت- نوع من اضطراب الاكتئاب، وغالباً هو من النوع الثنائي القطبية، ربما يكون أيضاً لديك نوبات من الانشراح غير الواضح، وهذا الانشراح ليس من الضروري أن يظهر في شكل فرح، ولكنه ربما يظهر في شكل عدم اكتراث كما ذكرت، والشعور بالعظمة هو جزء من الأعراض التي تصاحب هذه المتلازمة.

أخي الكريم: ولا أود أن أؤكد لك أنك إن شاء الله سوف تتحسن جداً، والأدوية التي تتناولها هي أدوية طيبة وممتازة، ولكن حقيقة ربما يكون من الأفضل لك أن تتناول أحد مثبتتات المزاج ومثبتتات المزاج منها كربونات اللثيم وعقار آخر يعرف باسم التقرتول وعقار ثالت يعرف باسم ببكين وعقار رابع يعرف باسم لامكتال.

الذي أراه أن تتناول أحد هذه الأدوية وسوف يكون محسناً ومثبتاً وضابطاً لمزاجك، والدواء الأفضل هو الدبكين كرونو بجرعة 500 ملغم ليلاً، ثم ترفع هذه الجرعة إلى 1000 ملي غرام يومي ليلاً، ويعتبر الزبركسا هو الدواء الثاني.

إذن أنت في حاجة للدبكين كرونو زائد الزبركسا، وأرى أن تخفض جرعة الزيروكسات إلى حبة واحدة، وكذلك جرعة الكمدرين من الأفضل أن تخفض إلى جرعة واحدة ولا أرى أن هنالك داعياً لاستعمال الأدراكس.

أخي هذه الأدوية حين يتناولها الإنسان بكثرة قد تتفاعل مع بعضها البعض بصورة سلبية، إذن علاجك الأساسي سوف يكون هو الزبركسا بجرعة 10 ملغم ليلاً، ومعه الدبكين كرونو، ومن الأفضل أن تخفف الزيروكسات وكذلك الكمدرين، وأن تتوقف عن الادراكس.

أخي هذه النصائح التي أود أن أوجهها إليك، ولكني حقيقة أفضل وأحبب أن تناقش ذلك مع طبيبك، سيكون من المثل الطبية والأخلاق الطبية المطلوبة ألا تجري هذا التغيير دون أن تتحدث مع طبيبك ويوجد الحمد لله في عمان الكثير من الأطباء المؤهلين والمتميزين جداً.
وعليك يا أخي أيصا أن تكون فعالاً في حياتك، أن توزع وقتك بالصورة المطلوبة، ولابد أن تهتم بمظهرك العام، أنت تعرف العلة التي تعاني منها، والإنسان حين يعرف صعوباته عليه أن يسعى لتخطيها، وهذه ليست بالصعبة أيضاً، كن حريصا في علاجك وكن فعالاً في عملك، وأنت الحمد لله لديك وظيفة وعلى مستوى التواصل الاجتماعي.

وعليك أيضاً بممارسة الرياضة، كلها إن شاء الله أمور تفيدك، وعليك أن تتجاهل الأعراض والأفكار السلبية، وأنا على ثقة كاملة أنك بالصبر على العلاج والالتزام به والتوكل واليقين بأنك سوف تتحسن سوف تكون صحتك النفسية في أفضل وجه بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق.
--------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الاكتئاب بالوسائل الشرعية: ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 )، والقلق كذلك: ( 261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً