الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لا يستطيع أن يكون جملة واحدة!

السؤال

عندي طفل عمره ثلاث سنوات، ينطق بعض الكلمات عندما نطلب منه، لكنه لا يستطيع أن يكون جملة واحدة، وهو كثير الحركة أحياناً بدون هدف، ويحب اللعب بالماء، يلعب مع أخواته برغبة شديدة، أحياناً أحس أن عنده خمولاً، حيث يمسك قطعة من قماش المخمل في يده اليمنى ويمص أصبع اليد اليسرى، وكان هذا السلوك عندما كان عمره أربعة أشهر. أنا قلقة جداً على الولد، أناديه باسمه لا يرد أحياناً.

أما بالنسبة لنومه فهو طبيعي، وأكله طبيعي، ولعبه مع أخواته طبيعي، مع ضحك شديد، بكاؤه قليل، يبكي عندما يتوجع أو يمرض، عرضته على طبيب مختص في النطق والسمع فلم يفدني، حكى أعراضه على طبيب أعصاب وبعد الفحص حكى أنه يحتاج مساعدة، حيث كتب له دواء Nootropil وصار لي أكثر من ثلاثة أسابيع أعطيه منه لكن لم يعط نتيجة.

أرجوكم أفيدوني وخاصة أن كلام الناس هو الذي خوفني، أخذته عند طبيب نفساني أيضاً وقال أن عنده خوفا، ويعالج بالقرآن، وقرأنا عليه لمدة أسبوع وصار عنده تحسن بسيط، لكني قلقة جداً على الولد.

مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتفاوت الأطفال في درجة نموهم وتطورهم، والمقدرات الأساسية التي تراقب في الطفولة الأولى هي: الحركة، المقدرة على الكلام، التفاعل الاجتماعي والوجداني. وتعتبر درجة الذكاء أيضاً من المقاسات الهامة.

هذا الابن حفظه الله ما دام ينطق ببعض الكلمات فهذا مطمئن لدرجة كبيرة، واللغة قد يتأخر تكونها حتى سن الرابعة أو الخامسة خاصة لدى الذكور، والذي أنصح به هو عرض الطفل على طبيب نفسي مختص في الطب النفسي للأطفال أو على طبيب مختص في طب الأعصاب لدى الأطفال؛ وذلك من أجل تحديد مستوى الذكاء لديه، وربما تكون هنالك فحوصات ضرورية مثل نشاط الغدة الدرقية وبعض المركبات الكميائية الأخرى.

أرجو أن لا تنزعجي لهذا الأمر، فهو للتأكد والعناية الطبية الصحيحة، وإذا لم تتيسر هذه الفحوصات فيجب أن لا يكون هذا شاغلا لك، وسيكون المطلوب هو إتاحة الفرصة للطفل للاندماج والتفاعل مع الأطفال الآخرين، فالطفل يتعلم من الأطفال أكثر من تعلمه من الكبار، كما سيكون من المفيد أن يستفاد من اللعبة كوسيلة تعليمية؛ وذلك من أجل تطوير مقدراته المعرفية.

وبالنسبة للخوف في هذا العمر فهو أمر طبيعي، ولكن بالتأكيد العمل على طمأنة الطفل باللعب معه سيكون أمراً مفيداً.

عقار Nootropil يعطى في حالات محدودية الذكاء لدى الأطفال، ولكن الدراسات والتجارب العملية تدل أنه لا يفيد كثيراً، علماً بأنه من الأدوية السليمة جداً ويستعمل أيضاً لتحسين الذاكرة لدى كبار السن.

أسأل الله تعالى أن يحفظ هذا الابن، وأن يجعله من النجباء.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً