الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لفتاة تقدم لخطبتها ابن خالها مع إعجابها بزميلها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة بعمر 19 عاماً، وأحب شخصاً كان زميلاً لي، ولكننا لا نتكلم ولا نتقابل إطلاقاً، وذلك إرضاء لله عز وجل، وكنت أدعو الله في كل وقت أن يجعله زوجاً لي، وأحس أنه صادق، ولكن تقدم لخطبتي ابن خالي، وهو مريض بالقلب، وقام بعمل عملية منذ شهر تقريباً، وأمامه حوالي ستة أشهر حتى يتعود الجسم على الصمام ويصبح إنساناً طبيعياً.

ولم أستطع أن أرفض لأنه مريض ولأني رأيت فرحة أمي وخالي وكل أسرتي بهذا الموضوع، ولكني لا أستطيع نسيان زميلي، فهل أصارحهم بذلك - وهذا قد يجرح ابن خالي المريض - أم أصبر وأستمر مع ابن خالي لعل فيه خيراً لي؟!

علماً أن زميلي وابن خالي على درجة دينية واحدة تقريباً، وكل منهما يحاول أن يغير من نفسه ويرضي الله سبحانه وتعالى ويترك المعاصي، وكلاهما يصلي ويقرأ القرآن ويتقي الله، فليس هناك من هو أكثر من الآخر كي أفضله زوجاً لي، فأيهما أفضِّل؟!
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Smsma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ابن الخال من المنزلة بمكان، فكيف إذا كان في الارتباط به إرضاء للوالدة والأهل، وهو مع ذلك – ولله الحمد – صاحب دين وقرآن وخير، بالإضافة إلى أنه عمل شيئاً رسميا بخلاف الزميل الآخر الذي لم يتقدم لطلب يدك، ولم يظهر لنا إن كان يبادلك المشاعر أو لا، ولم يتضح لنا إذا كان ما بينكما مجرد إعجاب متبادل أم هي علاقة تطورت إلى أبعد من ذلك.

أرجو أن يدرك الطلاب والطالبات أن علاقات الزملاء - مع تحفظنا الشديد على الكلمة - تكون في الغالب لقضاء الأوقات؛ لأن الجميع لا يملك المال ولا القرار، وذلك لأن أهل كل فتاة قد جهزوا لها فارس الأحلام الذي ربما لا يقبلوا بغيره، وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم الشباب، ومن هنا فنحن نقترح عليك عدم فتح الموضوع، ومحاولة الاستمرار مع ابن الخال طالما كان الجميع على دين وأخلاق.

أرجو أن يعلم الجميع أن رضى الوالدين من علامات التوفيق وخاصة الوالدة، ومن سعادة الفتاة أن تجد زوجاً ترضاه والدتها، وكذلك الأمر بالنسبة للفتى؛ لأن الإنسان بذلك يستطيع أن يجمع بين الواجبات والحقوق الشرعية.

قد أحسنت بمراعاتك لمشاعر أهلك وسوف يعوضك الله خيراً، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وتلاوة كتابه، واعلمي أن القريب أحرص على الفتاة من البعيد، وأن من جاء من الأبواب أفضل من الذي يؤسس علاقة في الخفاء، ولا نريد بذلك ظلم ذلك الشاب، لكنه في كل الأحوال لم يقم بخطوة إيجابية معلنة، ولا ننصحك بانتظار السراب، ومرحباً بك في موقعك وشكراً على سؤالك وتواصلك مع الموقع. نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً