الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام في البطن مترافقة مع حساسية شديدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
زوجتي تتناول الزيروكسات بمعدل حبة واحدة 20 ملجم، وتتناول دواء (ليريكا) مثبتاً للمزاج بمعدل 75 ملجم منذ ثلاثة أشهر تقريباً، وتأخذ حبوب منع الحمل (جراسيال)، ومنذ أسبوعين بدأت تأتيها نوبة ألم بالبطن ومن ثم تعقبها مباشرة نوبة حساسية شديدة جداً بالصدر والأنف والأذن والعيون، ولا تقدر أن تتنفس، ثم لا تلبث هذه النوبة أن تذهب، وعندما تأتيها فإنها تتناول دواء كلاريتين.

وقد أتتها هذه النوبات أربع مرات حتى الآن، منها اثنتان شديدتان واثنتان أخف، ولا ندري هل هذا بسبب أكل معين أو للدواء الذي تأخذه.

علماً أن أكلها عادي، ونفسيتها متعبة قليلاً نظراً لظروف عائلية، فما هو المتوقع لحالتها؟ وهل هناك تحاليل معينة تقوم بها؟ وبماذا تنصحون؟!

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحساسية قد تكون لأي مؤثرات خارجية كالأطعمة والألبسة وخلافه، ويمكن القول بأن جميع الأدوية يمكن أن تسبب حساسية لبعض الناس، وتكون هذه الحساسية غالباً في بداية العلاج.

وأفضل طريقة هي مقابلة أخصائي الحساسية، ويعتبر أخصائي أمراض الصدر أو الأنف والأذن والحنجرة هم الأفضل في هذا السياق، وهناك فحوصات جلدية وأخرى للدم تساعد في تحديد نوع الحساسية، ولكن هذه الفحوصات ليست قطعية، وربما يكون القرار الحكيم هو أن توقف زوجتك هذه الأدوية واحداً بعد الآخر ثم تلاحظ إن كان لهذه الأدوية أي علاقة بالحساسية، وإن اتضح ذلك فيعني أن الدواء الذي سبب الحساسية يجب أن يوقف بصورة نهائية.

وهذا بالطبع يتطلب من زوجتك الصبر على الأعراض النفسية لفترة وجيزة، وأما عقار (ليريكا) فربما يكون له علاقة بالحساسية أكثر من الزيروكسات، علماً بأنه في الأصل لن يغير التوقف عنه كثيراً في الحالة النفسية، وعليه يمكن البدء بإيقافه.

وأما إذا اتضح سبب الحساسية أنه من الزيروكسات فهنا يجب إيقافه أيضاً، وهناك أدوية بديلة أخرى مثل إيفكسر والذي هو فعال جداً لتحسين المزاج وإزالة الكدر والاكتئاب.

والشيء الأخير هو أن هذه الحساسية ربما تكون موسمية، وهناك دراسات تشير أيضاً أن القلق النفسي ربما يساعد في ظهور الحساسية لدى بعض الناس، وأرجو أن لا أكون قد عرضت عليك الأمور بصورة زادت من تعقيدها.

وبخصوص عقار (كلارتين) فلا مانع من استعماله بجرعة 10 مليجرام يومياً، ولكن بالطبع إذا عرف سبب الحساسية وأزيل سيكون هذا هو الأفضل. أسأل الله تعالى لزوجتك الشفاء وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.
___________________________________________________

انتهت إجابة المستشار النفسي د. محمد عبد العليم، ولاكتمال الفائدة وإتمام الجواب تم عرض استشارتك على المستشار د. عبد المحسن محمود أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، فأجاب قائلاً:

بداية أود أن أؤكد على أن توقف الأدوية التي تتناولها زوجتك الواحد تلو الآخر حتى يتبين لنا الدواء المسئول عن نوبات آلام البطن المذكورة حتى نوقفه نهائيا.

وأما عن احتمال أن تكون هذه الأدوية أدت إلى نوبات آلام بالبطن وإلى حساسية شديدة بالأنف والأذن والعين والصدر فهذا غير ممكن بالمرة، ولم أشاهده من قبل خلال ما يزيد على خمسة وعشرين سنة مدة خبرتي في مجال الأنف والأذن والحنجرة، ولم يذكر في أي مرجع من المراجع الطبية، ولكن المشاهد والمذكور بالمراجع أنه إذا أدت بعض الأدوية لتحسس فإنه يكون في صورة احمرار وتورم وطفح جلدي منتشر في أنحاء متفرقة من الجسم، وقد يكون التحسس من الأدوية في صورة تورم وانتفاخ بالغشاء المخاطي المبطن للحلق والحنجرة مسببا ضيقاً وصعوبة في التنفس، وقد يصل الأمر إلى حد الاختناق بالكلية.

وأما الحساسية التي تعاني منها زوجتك في الأنف والأذن والعين والصدر والتي قد تتكرر عليها في صورة نوبات وتتزايد فيها الأعراض ثم تهدأ، إما لتناولها حبوب مضادات الهيستامين مثل الكلاريتين أو ما شابهه من نفس الفصيلة وإما لتجنبها مهيجات الحساسية مثل الأتربة والدخان والعطور والبخور ومعطرات الجو والمناديل المعطرة والمبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية مثل الكلور والكلوركس وريش وزغب الطيور ووبر الغنم والحيوانات الأليفة مثل القطط ووبر السجاد والموكيت، وكذلك بعض الأطعمة مثل الموز والسمك والبيض والفراولة والمانجو والشيكولاتة، والتي تسبب بتناولها عند بعض الناس تزايد أعراض الحساسية من رشح وعطاس وانسداد بالأنف وحكة بالأنف والأذن والعين وضيق بالتنفس وصفير بالصدر، فهذه الحساسية تختلف شكلا وموضوعا عن التحسس نتيجة تناول أدويه معينة، وبذلك نكون قد فصلنا بين النوعين فصلا تاما من حيث الأعراض والمسببات.

وقد نتفق أن سوء الحالة النفسية قد تسبب آلاما في البطن ولكن لا تسبب بأي حال من الأحوال ما ذكرناه من حساسية مزمنة شديدة بالأنف والأذن والعين والصدر.

ويكون علاج هذه الحساسية المزمنة عن طريق الوقاية من مهيجات الحساسية سالفة الذكر، وكذلك بتناول أقراص مضادات الهيستامين مثل الكلاريتين أو غيرها، وكذلك بخاخ فلوكسيناز لحساسية الأنف، ونقط نيودكس لحكة الأذن، وقطرة سبيرس أليرج لحكة وحساسية العين، وبخاخ فينتولين لحساسية وضيق الصدر.

وأما عن إجراء فحوصات الحساسية سواء عن طريق الجلد أو بالدم فهي غير مقنعة بالدرجة الكافية، بالإضافة إلى ما تتطلبه من وقت طويل ومال وفير، ولذلك فإننا نؤجلها إلى مراحل متأخرة إذا لم تُجدي الوقاية والأدوية نفعا. نسأل الله عز وجل أن يمن على زوجتك بالشفاء العاجل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً