الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رفض الخاطب بسبب شكله

السؤال

السلام عليكم

لقد تقدم لخطبتي شاب حسن الخلق، وبعد أن رأتني أمه وأتى لزيارتنا ورآني أعجبته جداً، لكني لم يعجبني شكله، وكذلك يوجد فرق طبقي اجتماعياً وفكرياً، ولكني أخاف إن رفضته أن يعاقبني الله، ولكني أعرف أنه لابد أن يكون هناك تكافؤ في كل شيء، وأريد أن أرفضه ولكن أخاف أن أكون آثمة، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).

وفي نفس الوقت أفكر في أن أقبل به من أجل إرضاء الله عز وجل؛ لأني مؤمنة بالنصيب وأعرف أني لا أستطيع تغييره، فلعله لا يكون من نصيبي وبرفضي له أكون خسرت اختبار الله سبحانه وتعالى لي، فيرزقني رجلاً يكون حسن المظهر ومن طبقة تناسبني ولكن لا يحسن معاملتي.

علماً بأن أهلي غير موافقين لنفس الأسباب، ولقد تقدم لخطبتي الكثير ولكن لم يحدث نصيب، وأنا في حيرة من أمري فأرجو إفادتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ YY حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن من حق الفتاة أن ترفض من تريد وأن تقبل من تريد، ولكن ليس من حقها أن تجرح مشاعره بذكر أسباب الرفض، فالمطلوب هو حسن الاعتذار، وقد يرزقك الله بمن هو خير منه ويرزقه بمن هي أفضل منك، وليس في رفضك له عيب له، والإنسان لا يملك مشاعره، والعبرة بتلاقي الأرواح وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولا عبرة بالأشباح والأشكال، وقد لا يعجبك شكله ولكن قد يعجب أخرى، والرجل لا يضره قبح الشكل إذا كان صاحب دين وخلق وصفاء في الروح، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يقدر له الخير ويرضيه به.

ولا داعي للحيرة والتردد، فلا تترددي، إذا جاءك صاحب الأخلاق والدين ووجدت في نفسك ميلاً له وقبولاً فاقبلي به، ولا يخفى عليك أن المؤمنة إذا لم يظهر لها جانب الخير فإنها تصلي صلاة الاستخارة، ولن تندم من تستخير ربها وتستشير صالحي أهلها.

ولا شك أن رفض أهلك للرجل مما يرجح جانب الرفض، ولكن أرجو أن يحفظوا ألسنتهم ويثنوا على الرجل، كما قالت زوجة ثابت بن قيس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله! ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام)، أي: لا أريده، فلاحظي كيف كان إنصافها رغم أنها لا تريده، ومما ورد في ذلك ما حصل بين بريرة ومغيث رضي الله عنهما، وكيف أنها رفضت أن تستمر معه بعد أن نالت حريتها، فكان يبكي وراءها في الطرقات، وقد تدخَّل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له بريرة رضي الله عنها: (يا رسول الله! آمر أنت أم شافع؟ فقال لها: بل شافع، فقالت: لا أريده).

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بضرورة واحترام المشاعر وحفظ الألسن، وأرجو أن يحسن أهلك الاعتذار لهم والدعاء له بالتوفيق وتطييب خاطره، ولا شيء عليك إذا التزمت بما ذكرناه، ونسأل الله لك وله التوفيق.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • siham.creativity@gmail.com

    صعب

  • السعودية مريم محمد

    الله يسعدكم والله اني في امس دعواتكم ادعولي الله يفرج همومكم وهمومي وهموم المسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً