الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح وإرشادات لمن يعاني من الاكتئاب الناتج عن مصاعب في الحياة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تعبت من نفسي وأصبحت أكره جميع من حولي، وأعاني من التعب والخوف منذ طفولتي وإلى الآن؛ فهل أنا إنسانة طبيعية؟

كما أني أعاني من مشاكل نفسية وصحية لدرجة أن بعض الأطباء يستغربون إصابتي بها؛ وذلك لأنها لا تصيب إلا كبار السن، بالإضافة إلى أني أعجز عن تحمل المسئولية ولا أستطيع أداء أي عمل بإتقان، كما أن حياتي مرعبة ودائماً حياة أهلي محط سخرية واستغراب الناس.

وكذلك أعاني من الوسواس القهري في الصلاة، ولقد ذهبت للعلاج النفسي عند طبيبة واتبعت معي العلاج السلوكي ولم يفدني، كما أن أهلي يرفضون فكرة العلاج والأدوية النفسية متعللين بأني ممسوسة ومسحورة وبأن البعد عن الله هو أساس الأمراض النفسية؛ فهل الرهاب الاجتماعي والخجل المرضي وعدم قدرتي على الكلام بشكل طبيعي سأتخلص منهم بالصلاة؟ علماً بأني كنت أصلي، كما أن النساء يستهزئن بي دائماً بأني مخبولة أو لا أعرف كيف أتحدث وأني بشعة.

مع العلم بأني تزوجت وعمري 14 سنة وبقيت معلقة لمدة 7 سنوات ولم أُرزق بأولاد، وبعد طلاقي بقيت 3 سنوات إلى أن عدت لإكمال تعليمي النظامي.

كما أني أعاني من الاكتئاب ولم أتناول أي علاج لأني خائفة، وكذلك ليست لدي القدرة المادية لأتحمل تكاليفه.

مع العلم بأني نشأت في بلد خليجي وما زلت أعيش فيه، والحياة في بلدي لا تُطاق وأكره الذهاب إليها؛ فمن الذي يستطيع العيش بين أناسٍ قلوبهم تملؤها الحقد ويلجؤون إلى السحرة، والفقر والجهل سمة هذا المجتمع حتى أن أبي ندم أنه بنى بيتاً هناك، وأقسم لو أنه يعرف حقيقة الناس لما زوَّج أخواتي وإخواني، أريد أن أهرب من حياتي بين أهلي وأقسم بأني لا أطيق والداي وباقي أفراد عائلتي وأخاف من كل شيء ومن أي تغيير في حياتي ولا أستطيع التأقلم مع أي تغيير وأشعر بالرعب بسببه ولا أتمتع بأي موهبة وبليدة جداً؛ فماذا أفعل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Helna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما يجب عليك فعله هو أن تقومي بما يلي:

1- لا يعقل أن تصفي نفسك بوجود كل هذه العلل النفسية وترفضين أي أنواع من العلاج، فابدأي بتصحيح هذا المفهوم وتأكدي أنه ما جعل الله من داءٍ الا وجعل له دواء.

2- المعاناة من الاكتئاب والوساوس القهرية منتشرة جداً، ونسبة العلاج والشفاء بإذن الله تعالى مرتفعة جداً، فاسألي الله تعالى أن يجعلك من هؤلاء.

3- لابد للمسلم أن يُطابق سلوكه ما جاء في عقيدته. وعليه؛ فالحياة جميلة جداً مهما كانت الصعاب، والمسلم لابد أن يكون عالي الهمة، ولا شك أن المحافظه على الصلاة وبقية العبادات وتلاوة القرآن والدعاء بأن يرفع الله عنك هذا الابتلاء هي ذات قيمة علاجية أساسية لإعادة الثقة في نفسك وتحسن صحتك النفسية.

4- عليك بالاستعانة بالصحبة الطيبة.

5- أرجو أن لا تعيشي في الماضي فهو مجرد تجارب يجب الاستفادة منها لتطوير الحاضر والمستقبل.

6- يجب أن لا يكون الإنسان ساخطاً على العالم بهذه الصورة التي وردت في رسالتك، وأنا لا أتفق معك بأن أهل منطقةٍ ما قلوبهم مليئة بالحقد ويلجؤون للسحرة، فأنا أيضاً عشت بينهم لسنوات ورأيت بأم عيني خلاف ذلك، والفئة التي تتحدثين عنها هي قليلةٌ جداً وفي طريقها إلى الزوال. أرجو أن يكون تفكيرك إيجابياً حيال نفسك والعالم من حولك.

7- أنا لدي مسئولية مهنية وأخلاقية بأن أصف لك أحد الأدوية الفعَّالة جداً لعلاج حالتك، وهو دواء غير مكلف، وهذا الدواء يُعرف باسم (إنفرانيل)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 25 ملغم ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 50 ملغم، وبعد أسبوع آخر ارفعيها إلى 75 ملغم ليلاً، واستمري على هذه الجرعة لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك ابدئي في تخفيضها بمعدل حبة - 25 ملغم - كل شهر، كما أن هنالك أدوية بديلة أخرى ولكنها قد تكون مكلفة بعض الشيء، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف باسم (بروزاك) وآخر يعرف باسم (لسترال)، وأسأل الله لك التوفيق والعافية والشفاء.

وبالله التوفيق.
----------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ د. محمد عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الاكتئاب من ناحية: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 )، كما يرجى التكرم بمراجعة الروايط التالية والتي تتناول كيفية التخلص من الوساوس القهرية في الصلاة: ( 262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً