الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية التنظيم في حياة الإنسان وطريق بر الوالدين

السؤال

كيف أكون إنسانة منظمة؟ وكيف أبر بأمي وأبي البر الذي ينبغي حتى أرضي الله؟

وجزاكم الله عني خيراً وعن خدمتكم الممتازة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Posina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن سؤالك عن النظام هو أول وأهم خطوات الوصول إلى الترتيب والنظام، ومرحباً بك في موقعك مع آباء وإخوان كرام، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يأخذ بيدك إلى الإمام، وأن يحشرنا جميعاً في زمرة رسولنا عليه الصلاة والسلام.

ابنتي الفضلى! لقد سألت عن أمور عظيمة وأنها ليسيرة على من يسرها الله عليها، فارفعي أكف الضراعة إلى الله فإنه لا خاذل لمن وفقه، واعلمي أن برك لوالديك طريق إلى الجنة والرضوان، وسبب للتميز على الزميلات والأقران، وهو أمر تردد في القرآن ودعا إليه رسولنا المبعوث من عدنان.

ولا شك أن النظام يحتاج إلى أن نتدرب عليه، والمسلمة منظمة في حياتها، والإسلام دين يربي على النظام، فصلاة المسلمين في صفوف، وقتالهم في صفوف، وهم يصومون في وقت واحد ولا يفطرون إلا إذ غربت الشمس، ويجتمعون في صعيد عرفات في يوم واحد وفي زي واحد، ويتوجهون إلى رب واحد.

والنظام سبيل إلى النجاح بعد توفيق الفتاح، والطالبة المجدة تنظم جدول مذاكرتها وترتب أمتعتها وتهتم بتنسيق مظهرها، بل وتحرص على أن تشارك في ترتيب المنزل.

وأرجو أن تلتمسي كل ما يرضي والديك وتحرصي على إدخال السرور عليهم، واسألي دائماً عن أحوالهم، وقربي لهم البعيد، ولا ترفعي صوتك عليهما أو عندهما، ولا تظهري التضجر عند كلامهما؛ لأن الله يقول: (( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ))[الإسراء:23]، وإذا كان مجرد كلمة (أفٍ) ممنوعة فما هو أشد منها من باب الأولى.

وقد ذهب القرآن إلى أبعد من هذا، حيث أمرنا أن نخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ولعلك شاهدت ما يفعله الطائر بصغاره عند نزول المطر وشدة الحر أو البرد أنه يدخلهم تحت جناحه، والإسلام يأمرنا أن نفعل بالآباء والأمهات مثل تلك الشفقة، ولذلك قال سبحانه: (( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ))[الإسراء:24].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالمحافظة على الصلاة وبالحرص على بر والديك، ونحن سعداء بسؤالك الذي يدل على أنك عاقلة وممتازة، وسوف يكون لك مستقبل مشرق بإذن الله.

ونسأل الله أن يوفقك وأن يرزقك بر والديك ورضاهما بعد رضا الله.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر nina

    أرجو العذرة لكن لاحضة أنكم خرجتم عن موضوع النضيم قليلا بل كل النص كان مجرد مقدمة للموضوع الأساسي وهو كيف أكون منضمة يعني أنها تحتاج نقاطا تتبعها فقط وشكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً