الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف ينال العبد رضا الله تعالى ويحافظ على صلاة الفجر

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 20 سنة، أعمل في شركة وفي نفس الوقت أتعلم المحاسبة، ومشكلتي هي أنني أخاف من الحياة أن تأخذني في ملذاتها وجمال أماكنها، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أقوم لصلاة الفجر، فأنا دائماً أطلب من الله أن يجعلني أشعر عندما يُرفع الأذان، لكن دون جدوى، وأشعر أن الله غير راض عني، رغم أني لم أفعل شيئاً يغضبه أو قد أكون فعلت لكنه رغماً عني، فأنتم تعلمون أن الإنسان لا يملك مشاعره أو يستطيع التحكم بها، فانصحوني لأني أتمنى من الله المسامحة وأن يكون راضياً عني وعن أعمالي، وتكون أيضاً البشرية التي أعيش في وسطها راضية عني.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العاقلة تطلب رضوان الله بعملها بطاعته، وباشتغالها بذكره وتلاوة كتابه، فإذا نالت رضوان الله أرضى عنها الناس، وذلك لأن الله سبحانه إذا رضي عن الإنسان أمر جبريل أن ينادي في أهل السماء: (إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يُلقى له القبول في الأرض)، قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96]، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك ونسأل الله أن يسهل أمرك.

ولا شك أن خوفك من الانشغال عن الله دليل على أنك على خير، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً.

وأما بالنسبة لصلاة الفجرة؛ فعليك أن تتخذي الوسائل المعينة على ذلك، كوضع منبه أو طلب المساعدة من أهلك، مع ضرورة النوم على طهارة والمحافظة على الأذكار والبعد عن المعاصي فإنها قيد عن الطاعات، كما أرجو أن تحرصي على اللقمة الحلال فإنها عون على طاعة الكبير المتعال، ومن الضروري إعطاء جسمك حظه من الراحة، وحبذا لو استطعت أن تنالي قسطاً من النوم في القيلولة.

وإذا كنت لم تعملي معصية فذلك توفيق من الله، ومع ذلك فعليك بأن تكثري من الاستغفار والإنابة للواحد القهار، وأرجو أن يعلم الجميع أننا مهما عملنا فنحن مقصرون، ولن يدخل أحد الجنة بعمله، ولكن بفضل الله ورحمته، وأهل الأيمان يجمعون إحساناً وخوفاً، وهم رغم إحسانهم يخافون من عدم القبول قال تعالى: ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ))[المؤمنون:60]، بخلاف المنافق فإنه يجمع تقصيراً وأمناً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تكثري من الدعاء لنفسك؛ فإن القلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء، وحبذا لو طلبت مساعدة ودعاء الوالدين بعد طلب رضاهما، وكوني في حاجة المتحاجين ليكون العظيم في حاجتك.

نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً