الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعض الأدوية الجديدة للاكتئاب غير العلاج السلوكي

السؤال

السلام عليكم.

أنا مصابٌ بالاكتئاب منذ 15سنة، وقد تعالجت بأدوية كثيرة ولم أستفد إلا من:

1- الليثيوم، وقد استمريت عليه ثلاث سنوات، وقطعته بسبب زيادة الوزن الذي سببها، ثم تنقلت أيضاً بين أدوية كثيرة حتى قرر الطبيب إعطائي:

2- إضافة سيروكويل 100 مليجرام مساءً إلى الدواء الذي أستعمله سيبراليكس 10 حبتين مساءً، وحقيقة أفادني كثيراً السيروكويل، وأنا مستمرٌ عليه الآن سنة ونصف، لكن المشكلة في زيادة الوزن، وقد قال لي أكثر من شخص طبيب: إن زيادة الوزن من السبراليكس؛ لأن جرعة السيروكويل بسيطة، فما رأيكم؟ وهل البروزاك ينفع بدل السبرالكس؟ وأيهما أقوى في الفعالية ضد الاكتئاب؟ وهل هناك علاجات جديدة للاكتئاب غير العلاج المعرفي والسلوكي والأدوية، مثل عملية زرع جهاز تحت الجلد يصدر إشارات عن طريق العصب المبهم؟ لأني أحس أن الاكتئاب الذي معي بسبب خلل في الناقلات العصبية.

سائلاً الله عز وجل أن يغفر ذنوبك، ويستر عيوبك في الدنيا والآخرة، وأرجو الرد سريعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي! نعم زيادة الوزن قد تحدث مع تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وتحدث خاصةً للأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك، حيث أن زيادة الوزن فيها الجوانب الوراثية ثابتة ومعروفة ولا يمكن إنكارها، وزيادة الوزن لوحظ أنها تحدث في الثلاثة أو الأربعة الأشهر الأولى، بعد ذلك إذا اجتهد الإنسان في ممارسة الرياضة، وكذلك التحكم في أكله فلن يزيد الوزن.
عموماً: بالطبع هذا يتطلب الكثير من المجاهدة.

أخي! هنالك أدوية لا تسبب زيادة في الوزن، ومنها البروزاك، فالبروزاك يعتبر دواءً لا يسبب أي زيادة في الوزن لدرجة كبيرة، فيمكن أن تستبدل السبراليكس بالبروزاك، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، ربما يكون هذا مدخل جيد.

هنالك دواء آخر يعرف باسم (Wellbutrin)، هذا الدواء دواء مضاد للاكتئاب وفعال جداً، وهو ربما يؤدي إلى نقصان في الوزن، ويستعمل هذا الدواء أيضاً للمساعدة في التوقف عن التدخين، وأعرف أنه دواء ليس شائع الاستعمال، ولكنه دواء مفيد وجيد وفعال جداً، فيمكن أن يكون هذا هو الخيار الثاني بالنسبة لك.

جرعة الويلبيوترين هي 150 صباحاً ومساء، هذا الدواء بجانب أنه يخفض الوزن، ربما يؤدي إلى نقص بسيط في النوم لدى بعض الناس، هذا لابد أن أذكره لك، كما أنه في حالات نادرة جداً ربما يؤدي إلى ظهور نوع من النشاط الصرعي، أي: ربما يؤدي إلى نوع من الصرع الخفيف، ولكن -بكل صدق- هذا نادر الحدوث جداً، ولكن رأيت من الواجب أن أذكره لك.

من الأدوية الجديدة: دواء يعرف باسم (Duloxetine)، يُعتبر أيضاً من الأدوية الجديدة المضادة للاكتئاب، وهو قريب من البروزاك بعض الشيء، وتنتجه نفس الشركة، وجرعته هي 30-60 مليجرام، يقال أيضاً: إنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، هذا أيضاً ذكرته لك أخي من قبيل الإلمام بهذه المعلومات.

أتفق معك أن السيروكويل دواء جيد ودواء ممتاز جداً جداً، وهو يعتبر الآن من أفضل مثبتات المزاج، وبالمناسبة هو لا يزيد الوزن كثيراً إذا قارناه بالزبركسا أو الرزبريدون مثلاً.

العلاجات الجديدة كما ذكرت لك، يوجد دواء أو دوائين بالنسبة لأدوية الاكتئاب، والعلاج السلوكي المعرفي يعتبر الآن ركيزة أساسية، ولكن يتطلب الالتزام من المعالِج والمعالَج، ومن يؤمن به ويطبقه تطبيقاً صحيحاً يستفد منه كثيراً.

بالنسبة للعلاجات الأخرى، هنالك علاجات بنيت على العلاج الكهربائي، على الجلسات الكهربائية، ولكنها ليست مماثلة لها، هنالك نوع من الاستشعار يعطى عن طريق جهاز معين، يُقال: إنه مفيد في حالات الاكتئاب، وإن كان لا يوجد التأكيد الجازم والقاطع حيال هذا الجهاز.

بالطبع هنالك الأجهزة -التي كما ذكرت أنت- تؤثر على العصب المبهم، وهذه أيضاً بكل صدق وأمانة لا زالت في مراحل التجربة، ولا يعتد بها علمياً، بل هناك من أنكر فعاليتها.

إذن: دعنا الآن ننصح بما هو ثابت وما هو مفيد، وإن ظهرت أي تطورات في المستقبل حيال هذه الأجهزة والسبل الأخرى بالطبع سوف نطلع عليها، وأنت من جانبك أيضاً إن شاء الله سوف تصلك المعلومة الصحيحة.

أخي! أرجو أن تمارس الرياضة، فالرياضة –حقيقة- معالج نفسي كبير، وهي تُساعد في إزالة القلق والتوتر والاكتئاب، وبجانب ذلك سوف تؤدي إن شاء الله إلى انخفاض في الوزن وتقوية الجسم.

إذن: أخي! أرجو أن لا تبخل على نفسك أبداً بممارسة الرياضة.

وأسأل الله لك العافية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً