الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن وافقت على الزواج بمن لا تحب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 33 سنة تقدم لخطبتي رجل يكبرني بـ 5 سنوات، إلا أن مدخوله الشهري أقل من مدخولي بالرغم من توافق مستوانا الدراسي، ولديه شخصية لا تتناسب مع شخصيتي، إضافة إلى أن شكله لا يعجبني، وأنا لا أكن له أي مودة سوى شيء من الشفقة، فقبلت بخطبته لأن سني لا يسمح لي برفضه؛ فهل أتزوجه أم أرفضه؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Najat حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الدين والأخلاق هما أهم الشروط المطلوبة في كل زوج وزوجة، وإذا وجد الدين سهل العلاج لبقية المشاكل، وقد أحسن من قال:

وكل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

وأرجو أن تعلمي أن المهم في الرجل بعد الدين الأخلاق هي رجولته وقدرته على تحمل المسئوليات، وحرصه على رعاية مشاعر الناس، وحضوره الاجتماعي، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

ولا يخفى عليك أن جمال الشكل لا يفيد أصحابه إذا لم يصحبه جمال في الباطن، وقد صدق من قال:

جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوسي

وقد أسعدني قولك: (سني لا يسمح)، فإن هذا يدل على أنك واقعية، والعاقلة لا تضيع الفرص؛ لأنها نادرة ولا تتكرر، فحاولي تقبل شخصيته وتكيفي مع الوضع وتذكري صفاته الحسنة وعلمه ودراسته، واعلمي أن الفارق بينكما ضئيل ولا يؤثر، وأن الأرزاق بيد الله، وغداً سوف يصبح راتبه أكبر وراتبك كذلك، وقد وعد الله طالبي العفاف فقال: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32].

وصدق السلف بقول الله فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) كما أن العبرة في الأرزاق ببركتها لا بكثرتها، والبركة إنما تنال بالإيمان والتقوى، قال تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ))[الأعراف:96].

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة القبول بهذا الشاب دون تردد، ونسأل الله أن يؤلف قلوبكم وأن يعنيكم على ذكره وشكره، وأعلموا أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، وأن بيوت العصاة تسكن فيها الشياطين حتى تحيلها إلى شقاق وخلاف وفراق.

والخلاصة أن قرارك متوقف على توفر صفة الدين والخلق في هذا الرجل.

ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً