الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج خوف الطفل من الأماكن المغلقة ومن ركوب المصعد

السؤال

السلام عليكم.

طفلتي عمرها 3 سنوات تعاني من الخوف عند ارتداء ملابسها وخاصة القميص خوفاً من أنها ترى شيئاً، وتخاف الركوب في المصعد والأماكن المغلقة الصغيرة، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرفت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف في الأطفال في هذا العمر وحتى عمر خمس سنوات هي أمر طبيعي ومعروف، وربما تكون هذه الطفلة كانت عرضة لنوع من التخويف أو لنوع من الترهيب بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا جعلها تخاف من المصعد، وكذلك أصبح لديها الخوف من لبس القميص؛ لأنها تعتقد أنها لن ترى الأشياء.

أختي الفاضلة! المخاوف لدى الأطفال تعالج بالتجاهل، وهذا من أفضل الأشياء، على سبيل المثال: كوني أنت في صحبتها، وحين تدخلين في المصعد أعطيها الخيار بأن تكن واقفة خارج المصعد أو تتبعك، وبالطبع سوف يكون الخيار الأفضل بالنسبة لها هو أن تدخل معك المصعد، ربما تتردد في الوهلة الأولى، دون أن تناقشي، دون أن تتكلمي عن صعوبات المصعد، ولكن يمكن أن تطمئنيها بالطبع، إذن هنالك تجاهل، وهنالك تطبيق عملي دون نقاش، وبالطبع حين تدخل المصعد يجب أن تحفزيها، وذلك باحتضانها، بتقبيلها، بكلمة طيبة وهكذا.

هذا أمر في رأيي سوف يكون مساعداً جداً لها، وأما الخوف من الأماكن المغلقة، فالطفل أيضاً قد يخاف من الأماكن المغلقة، ليس خوفاً منها، ولكن ربما يكون الخوف بأنه سوف يظل لوحده، أرجو أيضاً طمأنتها وإقحامها في هذه الأماكن، اجلسي أنت معها، وعلى سبيل المثال: يمكن أن تنسحبي بعد ذلك لمدة دقيقتين أو ثلاثة ثم تعودي إلى المكان وهي سوف تتبعك وهكذا.

عموماً، المخاوف في الأطفال ليست مزعجة وليست مخيفة، ولكن يجب ألا نتحدث عنها كثيراً أمام الطفل، هي مكتسبة ومتعلمة.

بالنسبة للقميص، أرى أن هذا أمر بسيط، وإن شاء الله أيضاً بالتجاهل وبالتشجيع والتحفيز سوف يرجع الأمر إلى طبيعته.

أيتها الفاضلة! أرجو أن تهتمي بتنمية شخصية الطفلة بالرغم من أنها صغيرة، ولكن بعيداً عن هذه المخاوف، أشعري الطفلة بكينونتها، أشعريها بوجودها، دائماً حاولي أن تحفزيها، وفي نفس الوقت حاولي أن تكون هنالك مسافة بينك وبينها بعض الشيء، حتى لا تكون اعتمادية في كل شيء، أرجو أن تطبقي معها أيضاً طريقة النجوم، وهي طريقة تحفيزية ممتازة جداً، خاصةً في هذا العمر، أرجو أن تكافئيها بوضع نجمة أو نجمتين على كراستها على سبيل المثال حين تقوم بأي عمل بسيط إيجابي، وأن تسحبي منها نجمة إذا ارتكبت خطأ مع تنبيهها دون انتقادها، بعد ذلك في نهاية اليوم أو في نهاية الأسبوع يمكن أن تستبدلي عدد النجوم التي اكتسبتها بشيء بسيط ذو قيمة بسيطة، ويكون محبباً، ويحفز الطفلة، هذه هي الطرق السلوكية المطلوبة، وعلى العموم هذه الأمور تنتهي تلقائياً، كذلك أرجو أن تتاح لهذه الطفلة فرصة للاختلاط ببقية الأطفال، هذا أمر ضروري جداً، الطفل يتعلم من الأطفال في هذه المرحلة، على سبيل المثال: يمكن أن تعالج مشكلة القميص بأن تشاهد الأطفال الآخرين وهم يلبسون أقمصتهم وهكذا، وأنت تقولين لها انظري إلى فلانة وفلان يلبسون القميص دون أي مشكلة، هذه مقارنات تخلق في الطفل وتولد في الطفل نوع من التحفيز الداخلي الذي يكسبه الإقدام على مصادر الخوف.

أسأل الله لها التوفيق والحفظ وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً