الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة الكافيين بالقلق النفسي والهلع الشديد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شابٌ أبلغ من العمر 28 عاماً، حدث لي حادث غريب قبل 4 أشهر، حيث أتاني خفقان أو نبضات سريعة بالقلب واختناق ودوخة، وأحسست أني أموت، ولم أستطع أن أقود سيارتي إلى المستشفى، وساعدني أحدهم وأخذني إلى الطوارئ، عملوا لي تخطيط قلب ثم قالوا لي: هذه ليست أزمة قلبية بل بسبب Stress أو الضغوطات، وسألوني عنها، فقلت لهم: نعم...الشهر الأخير كنت مضغوطاً في العمل لدرجةٍ كبيرة بحيث كنت لا أنام إلا 4 أو 5 ساعات، وغيرت عاداتي في القهوة فأصبحت أشرب كل يوم دبل اسبريسو مرة أو مرتين تقريباً، وفي السابق كنت أشرب فقط نسكافيه واحد في اليوم، فقالوا: الضغوطات والكافيين هم السبب، وحقنوني بإبرة فاليوم، وأحسست بتحسن، وذهب النبض السريع، ولكني أحسست بتعبٍ شديدٍ لمدة يومين خلدت فيهما للراحة، وأحالوني على طبيب نفسي، وقال: إن هذه النوبة هي نوبة هلع وأعطاني فاليريان وجنسينغ أعشاب، ونصحني بالامتناع عن القهوة.

بعد خمسة أيام أتتني النوبة مرةً أخرى؛ لأني أكلت شوكلاته تحتوي على الكافيين، لكن هذه المرة لأني عرفت أنها ليست نوبة قلبية فلم أخف كثيراً، ولذلك لم يكن هناك اختناق أو ضيق تنفس، ولكن فقط نبض سريع للقلب، ونفس الشيء حقنوني بفاليوم، ثم امتنعت عن أكل أو شرب أي شيء فيه كافيين، وفعلاً لم أصب بالنوبة لمدة شهرين، ثم ذهبت إلى استشاري نفسية معروف كي أسأله عن شرب القهوة من جديد، فقال لا بأس، فإنك غير مصاب بمرض الخوف وإنما الضغوطات فقط، فشربت القهوة وأصابتني النوبة بعد أسبوع من الشرب، وكانت صداع ونبض سريع، وهذه المرة أعطوني حبتين افيتان، وذهب النبض، وعملوا لي فحوصات دم للغدة وأشعة للظهر وكلها سليمة.. ولكني أحسست بتعب وإرهاق، وعدم قدرة على الكلام الكثير لمدة أسبوع، وامتنعت عن القهوة وأي أكل فيه كافيين، ولم أصب بالنوبة حتى الآن لمدة شهرين.

سؤالي: أريد أن أجرب شرب القهوة نسكافيه القليلة الكافيين، حيث نزع منها 97% من الكافيين وأخشى أن تأتيني النوبة مرةً أخرى، ولا داعي للذهاب إلى المستشفى، فما هو الدواء الذي تنصح به بحيث آخذ حبة يكون مفعوله سريع وينهي النبضات ولا يسبب إرهاق أو تعب لمدةٍ طويلة؟ بحيث آخذ هذا الدواء إذا أصابتني النوبة فقط وليس كل يوم، أو يكون علاج دائم.

سمعت عن أندرال ولكن لن يكون مفعوله سريعاً مثل أتيفان أو فاليوم أو غيرهمما، والرأي لكم طبعاً، وما المقدار المطلوب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي! أتفق تماماً مع الطبيب النفسي الذي قام بتشخيص الحالة، وهي نوع من الهلع، والهلع يا أخي ما هو إلا نوبات قلق شديدة تنتاب الإنسان فجأة، ويحس فيها الإنسان بمضايقة شديدة وخوف شديد، وهنالك من يأتيه الشعور بأنه سوف يفقد السيطرة على نفسه وعلى الموقف، وهنالك من يأتيه الشعور بدنو الموت، وهنالك من يحس بالإجهاد النفسي والبدني بعد انقضاء النوبة، وهذا أتصور أنه قد حدث لك .

أخي الفاضل! حقيقةً الكافيين وجد أنه ربما يكون من المثيرات لدى بعض الأشخاص، ومن الواضح أن لديك حساسية شديدة حيال الكافيين، وأنت الحمد لله على وعي كامل بذلك، فإذن من المستحسن بالطبع أو من المطلوب حقيقة أن تبتعد تماماً عن الكافيين، وأرى أن شرب القهوة المنزوعة الكافيين لا بأس به أبداً، وحتى أكون صادقاً معك أخي فأنا أشرب هذه القهوة، وهي تُعطيك الشعور بأنك قد شربت قهوة تحتوي على الكافيين دون أن تؤدي إلى هذا الشعور السلبي أو ما يحدث لك من نوبات هلع وقلق حاد.

إذن أخي: توكل على الله، وتناول القهوة المنزوعة الكافيين، وإن شاء الله لن يحدث لك أي شيء بإذن الله تعالى.

بالنسبة للدواء، حقيقةً أنا أود أن أصف لك الدواء الذي أرى أنه علاجاً طيباً وناجعاً ويزيل هذا الأمر إن شاء الله، لا داعي يا أخي للأدوية اللحظية أو الأدوية الطارئة، أو الأدوية الساكنة، قد أقول لك أن أطيب دواء لإجهاض هذه الحالات هو زاناكس وهذا معروف لدى كثيرٍ من الناس، ولكن حقيقةً يجب على الإنسان أن يسعى لعلاج الأمر بصفةٍ نهائية، ولذا الدواء المطلوب والذي تمت دراسته هو العقار الذي يُعرف باسم سبراليكس، وهو عقار من العقارات الجديدة نسبياً، ولكن الدراسات تؤكد أنه يُعالج نوبات الهلع بصورةٍ فعالة وممتازة، وجرعة البداية -يا أخي- هي عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام، وعليك -يا أخي- أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفضها مرة أخرى إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله، وإذا أردت الدواء الإسعافي الذي يكون معك فهو الزاناكس كما ذكرت ذلك، وجرعته تتفاوت من ربع مليجرام إلى نصف مليجرام حسب استجابة الإنسان، حيث أن هنالك فوارق كثيرة بين الناس.
هو دواء ممتاز للطوارئ، ولكن حقيقةً أنا لا أفضله كثيراً؛ لأني أعرف أن الإنسان الذي يلجأ لمثل هذه الأدوية (زاناكس – أتيفان – فاليوم) لن يُعالج مشكلته، وفي ذات الوقت ربما يتعود على هذه الأدوية، فعليك -يا أخي- بالسبراليكسن، ومع السبراليكس لا مانع أن تتناول الإندرال، تناول الإندرال بجرعة (10 مليجرام صباح ومساء) لمدة شهرين، ثم خفضه إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هو أيضاً دواء جيد ولكن الدواء الأساسي سوف يظل السبراليكس.

أخي! بجانب ذلك أودك أن تمارس تمارين الاسترخاء، خاصةً تمارين التنفس المتدرج وُجد أنها من العلاجات الناجعة جداً لإجهاض نوبات القلق والهلع، هنالك يا أخي عدة كتيبات وأشرطة توضح كيفية القيام بهذه التمارين وهي في صورة مبسطة: عليك أن تستلقي في مكانٍ هادئ، ولا مانع أن تسمع شريط من القرآن الكريم بصوتٍ منخفض وتتأمل في شيء طيب، أغمض عينيك ثم افتح فمك قليلاً، بعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق، بعد ذلك اقبض على الهواء لفترة قصيرة، ثم ابدأ في الزفير، وذلك بأن تخرج الهواء أيضاً بكل قوة وبطء، كرر هذا أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، وهنالك تمارين أخرى كثيرة أخي لاسترخاء العضلات، وإذا تيسر لك الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي تُساعد في إجراء كيفية هذه التمارين، قد يكون هذا أمراً طيباً أيضاً، وأفضل من ذلك أن تذهب إلى أحد الأخصائيين النفسيين وليس الأطباء النفسيين وسوف يقوم بتمرينك على هذه التمارين .

أسأل الله لك الشفاء والعافية .
والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان نصر الدين نهار

    الكافين الأكثر ضرر يسبب الإدمان ثم يبدأ المشاكل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً