الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من العالم الخارجي .. أسبابه وعلاجه

السؤال

أحتاج إلى المساعدة؛ لأني أُعاني من حزنٍ وخوفٍ شديد بدأ منذ شهرين، وفي أول المرض كُنت أعاني من آلام في المعدة وخوف، أما الآن فتحسنت حالتي والحمد لله، ولكن ما زلت أشعر بالخوفٍ من العالم الخارجي، وعدم الرغبة في أن ألبس أو أخرج إلى الخارج؛ لأني أخاف، وأخاف من الموت أيضاً.

أرجوك ساعدني، فأنا أشعر بأنني أتألم كل يوم، مع أني أدعي الله كل يوم، وأشعر بأني سوف أفقد عقلي أو أموت!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فيروز حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخاوف هي نوع من حالات القلق العصابي، وهنالك عدة أنواع من المخاوف، منها: الخوف من المرتفعات، والخوف من الطيران، والخوف من الأماكن الضيقة، والخوف من الزحمة، والخوف من المواقف الاجتماعية، والخوف الخاص من الأمراض، وكذلك الخوف من الموت، وهي متشعبة وكثيراً ما تكون متصلة مع بعضها البعض .

أيتها الأخت المباركة، عليك أن تعلمي أن هذا النوع من الخوف هو مجرد فكرة متسلطة عليك، والأفكار في كثيرٍ من الأحيان ليست حقائق -هذا أمر ضروري جداً- وهذا النوع من الخوف المرضي يستطيع الإنسان أن يتغلب عليه بمزيدٍ من التوكل على الله، ومزيد من الإصرار بأنك على خير، وأنت الحمد لله بخير، وعليك أن تحتقري هذه الفكرة، قولي: (هذه فكرة تافهة حقيرة، أنا كنت أعاني من كثيرٍ من أعراض الخوف والحزن والحمد لله الآن قد تخلصت منها، فلماذا لا أتخلص من هذه البقية التي بقيت؟) هذا النوع من التفكير الإيجابي يُساعد كثيراً إن شاء الله في إنهاء هذه الفكرة.

الشيء الآخر هو أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للمخاوف؛ لأن هنالك اعتقادٌ علمي قوي، وهو أن المخاوف بجانب مكونها النفسي فهي تنشأ من بعض الاضطرابات الكيميائية البسيطة المتعلقة بمركبات في الدماغ تُعرف بالموصلات العصبية، ومنها مادة الدوبامين، والأدرانلين، والسيروتنين، هذه المواد واضطرابها لا يُمكن أن يقاس في أثناء الحياة، ولكن وُجد أن الذين يُعانون منها يستفيدون كثيراً من بعض الأدوية، ومن الأدوية التي درست وأثبتت أنها فعالة عقار يُعرف باسم زيروكسات، وعليه أود أن تبدئي في تناول هذا الدواء وهو بسيط وسليم وفعال جداً كما ذكرت لك.

جرعة البداية هي 10 مليجرام أي نصف حبة ليلاً بعد الأكل، استمري بعد ذلك على هذه الجرعة لمدة أسبوعين (أي نصف حبة لمدة أسبوعين) ثم تُرفع بعد ذلك الجرعة إلى حبةٍ كاملة، وفي رأيي هذه هي الجرعة التي سوف تُساعدك، ولا داعي لرفع الجرعة، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى 60 مليجرام في اليوم، أي ثلاث حبات، استمري على جرعة حبة واحدة لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم إلى نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

إذن أيتها الفاضلة عليك بتحقير الفكرة، وتغيير مستوى التفكير لديك، وتناول هذا الدواء، كذلك بالمثابرة والاجتهاد في الدراسة والقيام بالنشاطات الأخرى، والترفيه عن النفس في حدود المعقول، والتواصل الاجتماعي، سوف تتخلصين من هذه الفكرة، ولا شك أنه بذكر الله تطمئن القلوب، فعليك بالذكر والدعاء، والمحافظة على صلواتك، وأسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يجنب كل شر.

وبالله التوفيق والسداد.
---------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ محمد عبد العليم، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف من ناحية شرعية: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً