الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم القدرة عن التعبير عن الرأي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من ضعف الشخصية، حيث أني لا أقدر على أن أعبر عن رأيي الخاص وأتأثر بسرعة، حيث عندما تكون لي وجهة نظر في موضوع معين فإذا سمعت من آخر وجهة نظر فإني في البداية أدافع عن وجهة نظري الخاصة، ولكن أجد نفسي في الأخير أني غيرتها، ولو أني أعلم أنها خاطئة، والأخطر من هذا والذي يؤلمني هو أني لا أثبت من الناحية الدينية بسبب ضعف الشخصية حيث أني أخوض مع الخائضين؛ لأني أخاف أن ينقضني مع أني في الباطن لا أهتم لأني أريد رضا ربي، ولكن لا أتمكن من صد الضعف الذي أحس به باطنيا وكذا لا أقدر أن أسأل الأستاذ أمام الطلبة لأني ليس لدي ثقة في نفسي وأخاف أن يكون السؤال بليدا.
أرجو منكم أن تعطوني الدواء الشافي لضعف الشخصية حتى أتمكن من الثبات والدفاع عن ديني بإذن الله.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحين تصفين نفسك بأنك ضعيفة الشخصية فهذه من وجهة نظري هي وجهة نظر وليست حقيقة، أي أن اعتقادك حول ضعف شخصيتك هو تقييمك الذاتي، وبالطبع نحن نحترم هذا التقييم، ولكن مجرد الاعتقاد الجازم بأن شخصيتك ضعيفة هو في حد ذاته يعتبر تفكيراً سلبيّاً.

والذي أرجوه هو أن تعيدي تقييم شخصيتك ونفسك وأن تنظري إلى الأشياء الإيجابية التي تقومين بها، وتسبب لك شيئاً من الرضا عن نفسك، أرجو أن لا تركزي فقط على السلبيات؛ لأن التركيز على السلبيات يمحو الجوانب الأخرى التي هي موجودة في الشخصية، وهذه الجوانب في الغالب هي إيجابية جدّاً، ولكن الإنسان لا يكترث لها ما دام هو مركز على السلبيات.

إذن؛ أرجو أن تنظري إلى الجوانب القوية في شخصيتك وتركزي عليها، هذا هو الشيء الأول.

والشيء الثاني أن الإنسان يقوي شخصيته بفعاليته، ويثبت وجوده بفعاليته أمام الآخرين، فأرجو أن تكوني مشاركة أكثر في النشاطات الطلابية، وألزمي نفسك بالانضمام إلى الجمعيات الموجودة في مكان الدراسة.

ثانياً: عليك أن تتعلمي المهارات الاجتماعية البسيطة، وهي حين تتحدثي إلى الآخرين فانظري إليهم في وجوههم، ولا تستعملي اللغة الحركية، خاصةً حركة اليدين، وكوني أيضاً ملمة ببعض الموضوعات التي سوف تطرحيها للنقاش على الآخرين، حتى وإن كانت موضوعاتٍ عامة.

وأرجو أن تلتزمي ببرنامج يومي بقصد العلاج، ومن خلال هذا البرنامج تلتقي بالآخرين، وتطبقي الإرشاد السابق البسيط، وأرجو أن تلازمي القدوة الحسنة من زميلاتك، وأنت ذكرت أنك تتبعين الآخرين، وحقيقة ما ذكرتيه هو خطأ جسيم يقع فيه الكثير من الناس، خاصةً فيما يأتي من مخالفات شرعية، وبعض الناس كمجاملةً للآخرين أو كنوع من التودد أو كنوعٍ من الإرضاء أو فقط من أجل المجاراة والمسايرة للآخرين ربما يتبعهم، فهناك مثلاً من يكون جالس مع مجموعة ويأتي وقت الصلاة ولا أحد منهم يذكر أو ينهض للصلاة وهو يكون متذكرا أن هذا هو وقت الصلاة، ولكنه ربما يجاري الآخرين ويجلس ولا يذهب إلى صلاة الجماعة، فهذا من الأخطاء الجسيمة.

والذي أرجوه منك هو أن تكون لك القوة والشجاعة في عدم مجاراة الآخرين، وصدقيني أنك إذا خالفت أهواء الآخرين مرةً أو مرتين فسوف تجدي أن عدم اتباعهم سيكون أمر سهل جداً بالنسبة لك، وعموماً، من الأفضل لك أيضاً أن تتجنبي الأشخاص الذين ربما لا تروق أفكارهم بالنسبة لك، أو من الذين تعرفين أنهم ليسوا من أهل الصلاح والعمل الطيب، وحاولي أن تتخذي كما ذكرت لك قدوة من الذين تثقين بهم من أصحاب الدين، أصحاب الكلمة الطيبة والخلق الحسن، فهذا هو الذي أود أن أوصي به وأركز عليه بشدة.

وأعتقد أيضاً أنك في حاجة لأدوية نفسية بسيطة، لدواء واحد؛ لأن عدم الإقدام هذا ولد لديك شعورا سلبياً بالقلق، والقلق أصبح يمنعك من التفاعل الإيجابي، وربما يكون هناك أيضاً شيء من الخوف العصابي في المواقف الاجتماعية البسيطة، لذا أود أن أنصح لك بدواء يعرف باسم زيروكسات، ويسمى في المغرب بديروكسات، وهو دواء طيب وفعال وأثبتت الأبحاث العلمية والعملية أنه من أفضل الأدوية لعلاج هذا النوع من التوتر البسيط الذي أنت تعانين منه، جرعة الديروكسات هي نصف حبة 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك نصف حبة يوم بعد يوم لمدة عشرين يوماً ثم توقفي عن الدواء .

وإن شاء الله بتطبيق الإرشادات البسيطة وهي معلومة بالنسبة لك، ولكني وددت أن أذكرك بها، ومع تناول الدواء الذي وصفته إن شاء الله سوف تكونين أكثر ثقة بنفسك وإمكانياتك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً