الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التصرف عند اعتراض الأهل على زواج الشاب بفتاة أكبر منه

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاماً، أريد أن أتزوج من فتاة أكبر مني بـ6 أعوام، ونحن على قدر كبير من التوافق، المشكلة أن أبي وأمي معترضان فقط على كبر سن الفتاة، وأنا لا أستطيع أن أجد فتاة أخرى بنفس مواصفاتها.

لقد مر عامان وأنا وهي معلقان على موافقة أهلي! ماذا أفعل؟

هل ما يفعله أهلي حلال؟ وهل يعطيني الدين الحق في الزواج بدون موافقتهما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد سمير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن العبرة بحصول التوافق وفارق العمر المذكور يسير، وقد كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها تزيد في عمرها على رسولنا البشير النذير وسعدت معه سعادة ما لها نظير، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرزقك بر والديك، وأن يحسن لنا ولك المسير والمصير.

أرجو أن تجتهد في إرضاء والديك واطلب مساعدة العلماء والفضلاء بعد التوجه إلى رب الأرض والسماء، كما أرجو أن تزيد من برك وإحسانك للأمهات والآباء.

اعلم أنهم يريدون مصلحتك ويسعدهم أن يشاهدوا عليك الخير والوفاق والهناء، وربما يخالفهم الصواب، فاتق الله فيهم واصبر عليهم وتلطف بهم، فإن الله سيجعل لك فرجاً ومخرجاً.

نحن نرجو من كل شاب يفكر في الزواج أن يجعل الخطوة الأولى هي إخبار أهله بالمكان الذي يريد أن يذهب إليه؛ فإن ذلك يجعل موافقتهم سهلة وميسورة ويدفع عن الشاب والفتاة كثيراً من الحرج.

إذا كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق فلا مانع من الإصرار وتكرار المحاولات وإدخال الوساطات بعد التضرع واللجوء على من بيده التوفيق للخيرات.

نحن لا ننصحك بمخالفة أهلك؛ لأن الإنسان لا يستغني عن أسرته، وقد يصعب عليك القيام بالواجبات في ظل التوتر والخصومات، وشريعة الله لا ترضى بظلم الزوجة ولا تقبل التقصير في حق الآباء والأمهات.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله الذي يصرف القلوب إلى طاعته، ويقلبها كيفما شاء، وأرجو أن تشغل نفسك بالذكر والتلاوة والتضرع والإنابة، واحرص على أن تصلح ما بينك وبين الله، وسوف يصلح الله لك ما بينك وبين الناس.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً