الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خائفة من ردة فعل الأسرة بخصوص الخاطب، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

تعرفت على شابّ عن طريق الإنترنت لمدة 3 سنوات، وهو شابٌّ ملتزم وخَلُوق ويصلي ولا يستمع للأغاني، بالإضافة إلى أن أسرته ملتزمة ومحافظة، وهو يعمل محامي وله مشاريع أخرى.

ولقد طلب مني هذا الشاب الزواج، وأن يأتي إلى المغرب لخطبتي، وأنا خائفةٌ لكوني تعرفت عليه عن طريق الإنترنت، وما سيعقب ذلك من ردِّ فعل أبي وأسرتي، وأيضاً نظرة باقي العائلة لي، وفي نفس الوقت خائفةٌ أن أخسر هذا الشاب. أفيدوني أفادكم الله.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليس من الضروري أن يعرف الجميع تفاصيل ما حصل بينكما من تواصلٍ وتعارف، كما أنه لا عبرة بما حصل من تعارفٍ حتى تحصل الرؤية الشرعية والقبول والوفاق، وأرجو أن تقدموا بين يدي كلِّ ذلك توبةً نصوحاً.

أبشروا فإن التوبة تمحو ما قبلها، ولا مانع من قيام الرجل بزيارةٍ للمغرب، والتردد على أماكن وجود أهلك قبل التقدم لطلب يديك، فإن حصلت الموافقة فذلك خيرٌ، وإلاَّ فعليه أن يُظهر ما عنده من أخلاقٍ ويكرر المحاولات، ونحن ننصحكِ بإيقاف المكالمات والمراسلات حتى يأتيَ بيتكم من الباب، وهذا اختبارٌ لصدقه وإصراره على الارتباط الرسمي الشرعي بك.

أرجو أن يعلم الجميع أن مسألة الزواج مُقدَّرة، ولا عيب في الارتباط بأيِّ مسلم إذا كان صاحب دينٍ وخلقٍ، وقدرةٍ على تحمل المسئوليات، ولا شك أن الإنترنت لا يعطي إلا جزءاً من الحقيقة، ولذلك لابد من تأسيس العلاقة على أسسٍ ثابتة.

كما أرجو أن تحرصوا على معرفة رأي أسرة الشاب بعد التأكد من صلاحيته لأن يكون زوجاً يتحمل المسئولية، ويمتلك القدرات التي تؤهله لتحمل تبعات تكوين أسرةٍ في بلد آخر، وما يتبع ذلك من تكاليف مالية، وكل هذه الأشياء لا تُعرف إلا بعد رؤية الشاب ومقابلته، وإشراك محارمك في الأمر، فإنه لا نكاح إلا بولي، والوليُّ هو مرجع الفتاة، والرجال أعرف بالرجال، وأهلك هم أحرص الناس على مصلحتك.

هذه وصيتي لكِ بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالاستخارة فإنها طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير وتستشير وتتوجه إلى الخالق القدير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً