الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التينيا وأنواعها وعلاجها

السؤال

السلام عليكم.

وصلني ردكم بخصوص استشارتي السابقة، وقد أفاد الطبيب بأن التينيا يكون لونها أبيض باهت، والعكس هو الصحيح، حيث أن لونها بني، وسبق أن ذكرت لسيادتكم أنها ملونة ولونها أغمق من لون الجسم ولذلك يبدو للناظر إلي من منطقة الرقبة وجميع مناطق الجسم التي سبق ذكرها أن جسمي مبقع وهو شكل يؤذيني كما ذكرت سابقاً، فما العلاج؟!

حيث أنني كنت أستعمل علاج ديرماتين ماس فتأثر جلدي لذلك وأصبح يقشر وملتهب وكل ذلك على أمل أن تزول هذه البقع، ولكن تأثر جلدي كثيراً بهذا العلاج ولم يفدني كثيراً، حيث ما زالت الآثار كثيرة ومنتشرة، فأرجو منكم إفادتي حيث أستطيع أن أعالج نفسي بنفسي بوصف علاج معين حيث أنني أستحي أن أذهب للمراكز الطبية وكذلك لا أثق بها.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد من التمييز بين التينيا الفعالة والتي لونها بني وبين التينيا المعالجة والتي تركت أثراً غالباً ما يكون ناقص اللون.
إن التينيا الملونة الفعالة غالباً ما تنتشر وتكبر ولا تبقى ثابتة لأن الفطر موجود وهو كالنبات إن عاش في وسط مناسب نمى وانتشر، وإن عاش في وسط غير مناسب تقهقر.

وأما التينيا المعالجة والتي تترك أثراً أبيض فهي غالباً ما تكون ثابتة لأنه لا يوجد العامل الممرض على سطح الجلد.

وإن التينيا الملونة تحتاج أولاً لتشخيص يقيني عن طريق مراجعة طبيب أخصائي أمراض جلدية للفحص والمعاينة وإجراء ما يلزم من الإجراءات التشخيصية وبعده يتم العلاج، ولا يوجد شيء في الطب اسمه أعالج نفسي بنفسي لأن هذا عرضة للخطأ والخطر، وكدليل على ذلك أصابك من الدرماتين مع أنه علاج للتينيا ولكن يبدو أنك استعملتيه بطريقة خاطئة أو أن بشرتك حساسة.

وأما الحياء من الذهاب للمراكز الطبية فلا مبرر له، وإذا كنت لا تثقين بأهل الاختصاص فبمن تثقين إذن!!

وقبل الختام هذه بعض التفاصيل عن النخالية المبرقشة أو الملونة، وقد ذكرناها في استشارات سابقة عن نفس المرض.

النخالية المبرقشة أو الملونة، أو ما يسمى في بعض دول الخليج بالبهق أو البهاق، والنخالية المبرقشة تتظاهر ببقع بنية اللون وذات وسوف تُشبه البودرة أو الملح تكون واضحة أكثر بعد حكها، وهذه البقع البنية تأخذ أشكالاً عديدة ومتنوعة ومختلفة وتنتشر إن لم تُعالج، وتشخص بالفحص المجهري المباشر ورؤية العناصر الممرضة.

النخالية المبرقشة تُعتبر شافية إن اختفت الوسوف وإن بقيت آثارها التي غالباً ما تكون بقع ناقصة الصباغ وليست عديمة الصباغ.

النخالية المبرقشة أو الملونة غالباً ما تُصيب بعض الأشخاص دون الآخرين، ومع أنها مرض معد ولكن لوجود قابلية فردية عندهم.

إن النخالية المبرقشة هي مرض ناكس، أي يُصيب الإنسان أكثر من مرة؛ لأن الشخص نفسه عنده القابلية لتقبل هذه الإصابة، والتي قد تعود إليه من ملابسه أو من ملامسيه، أو من البذور الطائرة في الهواء، ولكن غالباً ما تعود عندما يكون الجسم مهيئاً لها، أي رطب متعرق، وهذا متوفر صيفاً أو عند من يعملون خارج المكاتب أو الرياضيون أو غيرهم ممن تتقبل جلودهم العدوى وإنبات المسبب للمرض.

تُعالج الحالة الموضعة بالصابون الصفصافي الكبريتي (ساليسيليك أسيد سالفار سوب) وذلك بالغسل اليومي واتباع ذلك بكريم كانيستين، أو بيفاريل مرتين يومياً، ولا ننسى غسل الملابس وكويها لمنع العدوى منها، وتُستعمل هذه الكريمات طالما دعت الحاجة، وخاصةً صيفاً، وإن استعمال الكريم المتكرر على جلد طبيعي لن يفيد أكثر، ولكن استعمال الصابون المذكور قد يمنع عودة المرض، وإن كان استعماله يعتبر وقائيا.

وأما الحالات المتوسطة من التينيا فتُعالج بالشامبو المضاد للفطريات، مثل إيكونازول، ويتبع باستعمال الكريمات سالفة الذكر.

وأما الحالات الشديدة فتُعالج بالحبوب المضادة للفطريات، مثل إيتراكونازول (تحت إشراف طبي) حبة مرتين يومياً لمد أسبوع تكرر عند اللزوم (تحت إشراف طبي أيضاً).

وأما البقع البيضاء التالية أو التي تأتي بعد التينيا فهي ليست تينيا، أي الفحص المجهري المباشر سلبي، ولا يوجد عليها قشور، ولا تستجيب لمضادات الفطريات لا الموضعية ولا الفموية، ولكنها تتحسن إما مع الزمن أو بمحرضات تشكيل اللون، وعلى رأسها العلاج الضوئي الكيميائي، أو العلاج الضوئي، أي بالتعرض الدوري المتزايد، إما للشمس وإما للأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مراكز متخصصة.

وعند نكس المرض بسبب رطوبة الجو أو القابلية عند المريض للعدوى يُعاد العلاج من جديد، ولا يُعتبر ذلك فشلاً للعلاج بل يُعتبر عدوى جديدة.

وإن لم يتوافق الشرح مع ما تشتكين منه فما عندك هو ليس بالتينيا وعليك مراجعة طبيبة أمراض جلدية لجزم المسالة والوصول إلى التشخيص اليقيني لأنني أعتقد أن التينيا الملونة ذات البقع السمراء ليست بالمرض الثابت على مدى سبعة عشر سنة بل هو متغير وإن كان الفطر قد مات فهو يترك بياضا وليس اسمراراً.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً