الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقارنة بين دواء (أروركس) و(السيروكسات)

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أستفسر عن دواء (أروركس) لماذا لا يصرف بشكل شائع مثل دواء (سيروكسات) مع أنه بالنسبة لي دواء (أروركس) يعتبر جيداً؟ لأنه لا يسبب الكسل ولا الخمول ولا النوم الزائد، وهذه من أهم الأشياء بالنسبة لي؛ لأنها تساعد على إتمام حياتي وأموري بنشاط ويقظة نوعاً ما، فالمستغرب عدم صرفه بشكل شائع، لا أدري هل أعراضه الجانبية الأخرى سيئة على مدى 3 سنوات مثلاً؟ وجرعة أربع حبات كم تعادل حبة من (السيروكسات) مثلاً؟ وهل الدواء يتعارض مع شرب الألبان والزبادي والحليب أم ماذا؟ حقيقة أريد مقارنة بين الدوائين؟

وشاكراً لكم تعاونكم واهتمامكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للأوروكس أو ما يعرف بـ ( مكلوباميد Moclobenide ) هو من الأدوية الفاعلة جدّاً والممتازة جدّاً وتنتجه ( شركة روش ) وهي شركة عريقة جدّاً في صناعة الأدوية، فهذا الدواء يعمل بصورة مختلفة عن الأدوية الأخرى، وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تعرف باسم ( Mois )، وهذا الدواء يعتبر أفضل وأنقى من الأدوية القديمة التي تنتمي لنفس هذه المجموعة، حيث أن الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة مثل ( نارديل Nardil ) هي أدوية جيدة جدّاً لعلاج الاكتئاب القلقي، ولكن يعاب عليه أنه لا بد أن يكون هنالك حذر من تناول بعض الأطعمة، خاصة الأجبان والزبادي كما ذكرت وتناول الشكولاتة؛ لأن تناول هذه الأطعمة يؤدي إلى إفراز مادة تعرف باسم ( تيرامين ) وهذه المادة تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، ولكن الحمد لله هذا لا يحدث بالنسبة للمكلوباميد / الأوروكس.

إذن أطمئنك فهذا الدواء صنع بطريقة لا يجعل هذا التفاعل موجوداً بالرغم من أنه ينتمي إلى مجموعة أدوية ( Mois ) كما ذكرتُ لك، وهذه هي إجابة سؤالك الأخير.

بالنسبة لفعالية الدواء أنا حقيقة من المعجبين جدّاً لهذا الدواء وقد استعملته لفترات طويلة منذ بداية التسعينات، ولكن أتت الأدوية الأخرى مثل السبراليكس والزيروكسات وغيرهما طغت عليه لعدة أسباب التي من أسبابها الأساسية أن الأدوية الأخرى تستعمل كجرعة واحدة في اليوم، فربما يكون هذا هو السبب الرئيسي.

والسبب الثاني: أن الشركة المنتجة (روش) بالرغم من قوتها لم تصوغ الدواء بصورة جيدة، وهذا أمر نعرفه نحن معشر الأطباء تماماً، فالشركة لم تصوغ الدواء ولم تعتبره ذو أسبقية لها، سوَّقته في السنين الأولى بصورة قوية جدّاً ولكن بعد ذلك ربما تكون الشركة قد تقاعست أو لأسباب أخرى أو وجَّهت انتباهها نحو منتجات أخرى، وأنا أعرف أن هذا الدواء لازال يستعمل في أوروبا خاصة في ألمانيا وسويسرا والنمسا وبلجيكا وبريطانيا، فهذا الدواء لديه وجود فعّال جدّاً.

أتفق معك تماماً أن هذا الدواء لا يسبب أي زيادة في الوزن، وهذه ميزة كبيرة، كما أنه لا يسبب أي صعوبات جنسية، وهذه ميزة أيضاً، وفي نفس الوقت لا يسبب الخمول أو النعاس، فقط يعاب عليه أن جرعته لابد أن تكون ثلاث مرات في اليوم، وربما يؤخذ مرتين ولكن الأفضل والأحسن في فعليته بأن يتناوله الإنسان ثلاث مرات في اليوم، حيث أن الفعالية لا تبقى في الدم أكثر من ثمانٍ إلى عشر ساعات.

وهذا الدواء لا يحتاج لبناء الجرعة بالتدرج، فيمكن للإنسان أن يبدأ بالجرعة الكاملة ( 450 مليجرام ) إلى ( 600 مليجرام ) في اليوم وهي الجرعة القصوى، فالجرعة القصوى لهذا الدواء ( 600 مليجرام في اليوم )، ويأتي هذا الدواء في شكل حبة تحتوي على 150 مليجرام، ونستطيع أن نقول أن كل 150 مليجرام من هذا الدواء تعادل تقريباً نصف حبة إلى حبة كاملة من الزيروكسات.

إذن هذا هو الذي أود أن أقوله حيال هذا الدواء، وأتفق معك تماماً أنه دواء فعّال وممتاز، وأنا لديَّ قناعات شخصية لهذا الدواء، خاصة في علاج الاكتئاب وفي علاج المخاوف الاجتماعية وربما أنواع أخرى من الرهاب أيضاً.

فأرجو أن تتناوله وتستمر عليه وأقول لك على بركة الله، وأؤكد لك أن هذا الدواء من الأدوية السليمة، ولا مانع من أن تتأكد من ضغط الدم وهذا أمر طبيعي وإن كان هذا الدواء لا يؤدي إلى ارتفاع حقيقي في ضغط الدم، كما أنه لا يتطلب محافظة أو أن يتجنب الإنسان أطعمة معينة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً