الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دوالي القدمين وعلاقته بالعقم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي متزوجة منذ تسع سنوات تقريباً، وهي تعاني من مرض لا أعرف اسمه بالضبط، وهذا المرض ظهر منذ حملها الأول، حيث تكونت لها عروق بشكل كثيف من الفخد حتى الساق في رجليها، وخصوصاً أثناء ثني رجلها تشتد على شكل كويرات بها عروق، وهذه العروق تسبب لها ألماً شديداً، خصوصاً في فصل الشتاء أو في فترة الحمل، وهي الآن خائفة من هذه المشكلة، وخصوصاً أن الكثير يخبرونها أن هذا المرض خطير ويستلزم العملية، وعمليته لا تنجح أو أنها تسبب العقم.

فما هي سلبيات وإيجابيات هذا المرض؟ وهل هو خطير يستلزم العملية؟ وهل يسبب العقم؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيبدو أن أختك تعاني من دوالي القدمين، وإذا كان الوضع كما تصفين فقد يستلزم الأمر إجراء عملية لإزالة هذه الأوردة المتمددة، وهناك خيارات أخرى مثل حقن مادة تحت الجلد تؤدي إلى تليف الأنسجة كحل بديل، ولكن ذلك يخضع لتقدير الجراح المعالج للحالة.
وهذا المرض لا يسبب العقم ولكن قد يزيد توسع هذه الأوردة أثناء الحمل نتيجة ضغط الرحم عليها، وعند الحمل ينصح بلبس ضاغط في القدمين والساقين، للتقليل من هذا التوسع.
وبالله التوفيق.
______________________________________________________
انتهت إجابة المستشارة د. سامية موسى النملة أخصائية النساء والولادة، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار د. محمد حمودة فأجاب قائلاً:

فإن دوالي الأوردة (Varicose veins) أو توسيع الأوردة هي أوعية دموية متسعة تشبه الحبال تجري تحت جلد الساقين والفخذين مباشرة، وسبب تشكل هذه الدوالي أن هناك في كل وريد سلسلة من الصمامات تمنع الدم في الأوردة من الارتجاع إلى أسفل تجاه الساقين والقدمين، فإذا ضعفت تلك الصمامات فإن الدم يسرب من خلالها ويتحرك عائداً إلى الخلف إلى موضعه السابق فيتراكم فوق الصمام الذي أسفله، وتراكم الدم أو ركوده يجعل الأوردة تتمدد وتنتفخ بارزة فوق سطح الجلد ومكوّنة دوالي الأوردة.
وأما أسباب الدوالي فهي:
1- وجود عيوب وراثية في صمامات الأوردة أو جدارها.
2- تليف الصمامات بسبب حالة تجلط الأوردة العميقة.
3- التقدم في السن.
4- الحمل، وذلك بسبب وزن وحجم الجنين الذي يضغط على أوردة الحوض مما يزيد الضغط على أوردة الساقين، وهذا يمكن أن يجعل صمامات أوردة الساقين تضعف وتختل وظيفتها.
5- الوقوف لفترة طويلة.
6- الوزن الزائد.
وتوجد هناك عوامل وراثية لهذا الأمر، وأما سلبيات هذا المرض فإنه يسبب وجعاً وإحساساً بالثقل والتورم وما يشبه التقلص العضلي في الجزء السفلي من الساق، وهذا الإحساس المزعج يزداد سوءاً عند الوقوف لفترات طويلة.
ومن المضاعفات الأخرى تغير لون الجلد وتكون تقرحات ملتهبة ونازفة في الجلد الذي يغطي الوريد المصاب بالدوالي، كما يمكن أن تتكون جلطات في الأوردة المنتفخة، والعلاج يعتمد على شدة الحالة، ويجب ارتداء جوراب طبية مرنة داعمة للساقين، وهي تمتد من الكاحلين حتى تصل إلى ما فوق الركبة مباشرة، وهذه الجوراب تضغط على الأوردة وتساعد على دفع الدم إلى أعلى، أي للقلب، وحتى تكون الجوارب أكثر فاعلية يجب عليك ارتداؤها كل صباح بمجرد الاستيقاظ من النوم.
وممارسة الرياضة أو التمارين الرياضية هي أمر مهم في السيطرة على ذلك، وكذلك تجنب الجلوس وتجنب وضع رجل على رجل والوقوف أو الجلوس لفترة طويلة.
وقد يُلجأ إلى العمليات الجراحية إذا كانت الدوالي بارزة مثل الوضع عند أختك، وثمة علاجات عديدة متاحة للتخلص من دوالي الأوردة، نذكر منها:
1- العلاج التصلبي للأوردة: وهو عبارة عن عملية يتم فيها حقن مادة كيميائية خاصة داخل الأوردة الصغيرة حتى تسبب إتلافاً مقصوداً للبطانة الداخلية للأوعية الدموية فينتج نسيج ندبي ينقبض بدوره مما يجعل الوريد يختفي نهائياً لجعلها تتصلب وتضيق، وهي أساساً عملية تجميلية.
2- العلاج بالليزر: ويمكن علاج الأوردة الصغيرة بالليزر رغم أن النتيجة التجميلية ليست طيبة في بعض الأحيان.
3- الجراحة (نزع الوريد): بالنسبة للأوردة الأكبر حجماً والتي تسبب أعراضا خطيرة فإن أفضل علاج لها على المدى الطويل هو إزالة الوريد جراحي، وهذا ما يسمى نزع - تجريد - الوريد، وهذا يتم بعد التأكد من عدم وجود جلطات في الأوردة السطحية العميقة فقد تكون هذه الأوردة السطحية ضرورية لسريان الدورة الدموية حول مكان التجلط، وبهذا تكون إزالة أو تجريد تلك الأوردة سبباً في تدهور حالة التورم في الساقين، وبمجرد إزالة الوريد يجب أن تكون أعراضك قد أزيلت أيضاً.
والجراح المعالج هو الذي يحدد نوعية العلاج الأفضل للمريض.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً