الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي وعلاقته بالغدة الدرقية

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أن عندي نقصا في هرمون الغدة، وأتناول الآن دواء اسمه (ثيروكسين) لأن حالتي النفسية متعبة جداً، وأشعر بخوف كبير وأحس أن الأشياء التي أمامي غريبة، فهل فعلاً أنا أستغرب وأتعجب؟ وهل هذا من الغدة أم هذه حالة نفسية أم هي وساوس شيطانية؟

لأني عندما لا أشعر بشيء أكون مرتاحة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Am mahmoad حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأريد أن أؤكد لك أن دواء (ثيروكسين) يستعمل لعلاج الغدة الدرقية، وهو من الأدوية البسيطة جدّاً ويعتبر علاجاً هرمونياً تعويضياً لتعويض النقص الموجود في الغدة الدرقية، وعجز نشاط الغدة الدرقية هو مرض موجود ومنتشر جدّاً خاصة وسط النساء، فأرجو أن لا تنزعجي لذلك أبداً، والشيء المطلوب هو أن تحافظي على استعمال الدواء وتلتزمي بذلك، ومن المفترض أن تراجعي الطبيب من وقت لآخر حتى يقوم بقياس الهرمون؛ لأن جرعة (ثيروكسين) يجب أن تعطى حسب المقاس للهرمونات ويتم ذلك – كما ذكرت لك – عن طريق قياس الهرمون في الدم.

وهناك بعض الحالات النفسية التي قد يتسبب فيها اضطراب الغدة الدرقية - الذي ليس من الضروري أن ينطبق عليك أبداً فلا تنزعجي لذلك – فربما يسبب شعوراً بالاكتئاب النفسي وفي بعض الحالات ربما يضعف التركيز، ولكن حين يتناول الإنسان الهرمون التعويضي لن يحدث ذلك مطلقاً، وزيادة نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى الشعور العصبية والتوتر والقلق وربما شيء من الاكتئاب.

وعلاج زيادة نشاط الغدة الدرقية يعالج عن طريق الأدوية أو الجراحة أو تناول جرعة من الأيودين المشع وذلك حسب الحالة.

والحالة النفسية التي تنتابك الآن وتعاني منها هي نوع من القلق النفسي الذي يسمى بقلق عدم التأكد من الذات أو عدم التأكد بمن حولك، ووصفك للحالة بدقة وبصورة جيدة أؤكد لك أن هذه الحالة ليست خطيرة وهي تتفاوت من إنسان لإنسان وفي كثير من الحالات تختفي هذه الأعراض تلقائيّاً، والذي أود أن أقوله هو أن لا تنزعجي للأمر وهناك أدوية بسيطة جدّاً تساعد في زوال هذا النوع من القلق، والقلق فيه الصفة الوسواسية التي ليست وساوس شيطانية بالطبع ولكنها وساوس طبية نفسية، ونحن جميعاً في حفظ الله وحرزه، والإنسان الذي يحافظ على صلواته وأذكاره لا تصيبه هذه الأشياء، وعليك بالدعاء وأن تسألي الله أن يحفظك.

والدواء الذي أرى أنه سوف يفيدك في هذه الأعراض يعرف باسم (سبراليكس) وجرعته هي 10 مليجراما ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع إلى 20 مليجراما لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 10 مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله، وأنا على ثقة كاملة إن شاء الله سوف تختفي هذه الأعراض النفسية تماماً بتناول هذا الدواء، وكما ذكرت لك ضرورة الالتزام بتناول (ثيروكسين).

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً