الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طبيعة الحوار الذي ينبغي أن يكون بين المخطوبين

السؤال

السلام عليكم
ما هو الحوار الذي يجب أن يدور بين الخاطبين حتى تُبنى علاقة أسرية سوية قائمة على الحب والود، فماذا أسأله؟ وماذا أعرف عنه؟ وما هي المواضيع التي أفتحها معه؟

علماً أنه في بلد أجنبي ونتكلم عبر الهاتف وأحياناً على الإيميل، وسأقيم معه بعد الزواج في البلد الأوروبي، ومن ناحية دينه فقد سألني في أول اتصال عن صلاة الفجر وصوم الاثنين والخميس، وهو ملتزم بالدين أكثر مني، فما نصيحتكم؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شريعة الله تبني البيوت على أساس التقوى والإيمان، وتركز على الأخلاق، وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أولياء المرأة إلى النظر في دين الخاطب وأخلاقه وأمانته لا إلى جيبه وشكله وعقاراته وأمواله ومركزه، فقال عليه صلاة الله وسلامه: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)، ورغم أن الأخلاق من الدين إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أفردها لأهميتها وتأثيرها الكبير على مستقبل وسعادة الزوجين، ثم توجهت الشريعة للرجل وطلبت منه أن يتخير صاحبة الدين، فقال رسولنا الأمين عليه صلاة رب العالمين: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومن هنا تبين لنا أن الدين هو المطلوب الأول والثاني والأخير؛ لأن الدين إذا وجد كان فيه العلاج والمخرج من سائر العيوب، وقد أحسن من قال:
وكل عيب فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

وهناك أشياء أخرى لابد من التعرف عليها مثل قدرة الرجل على تحمل مسئولية البيت الذي خرج منه ومن هي الرفقة التي تدور حوله، وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة فإن المرء على دين خليله ومن مصلحة الرجل أن يتعرف على إخوان المرأة، وأن يتعرف على درجة الوفاق التي كانت سائدة في أسرتها، ومن هنا فنحن نتمنى أن يتولى أهلك ومحارمك السؤال عن حقيقة الرجل والتعرف على أهله وأخلاقه وأحواله بعد الدين، كما أرجو أن تتاح له فرصة للتعرف على أسرتك وأحوالك وأخبارك دون حرج؛ لأن مشوار الحياة طويل.

وأرجو أن تعلمي أن هذه الأشياء لا تُعرف من الشخص مباشرة، ومن هنا فليس هناك كبير مصلحة في التوسع في الكلام، بل إن ذلك ينطوي على مخالفات ومخاطر، كما أن العلاقة بين الخاطب ومخطوبته تقوم على المجاملات وذكر المحاسن دون السيئات.

وعلى كل حال فإن المؤمنة تستخير ربها وتستشير الصالحين من محارمها وكذلك تنتفع من ملاحظات وتوجيهات زميلاتها وصديقاتها.

وأرجو أن تهتموا بالتعرف على حقيقة الرجل وتتيحوا له هذه الفرصة للتعرف على أحوالكم ودينكم بطريقته، فإذا حصل هذا فليس للمتحابين مثل النكاح.

ونحن ننصح كل شاب يعمل في البلاد الغربية بضرورة أن يعجل بالزواج حتى يحفظ نفسه في بلاد الشهوات والشبهات.

ولا شك أن العلاقة الناجحة تقوم على النية الصالحة، والبعد عن المعاصي والمخالفات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، والحرص على تضخيم وتوسيع دائرة الأمور التي تجمع وتؤلف القلوب.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، وأن يجمع بينكما على الخير.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر fifi anoucha

    Hhhhh

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً