الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكتب المعينة على دراسة منهجية القرآن في تناول موضوع معين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا طالب في المرحلة الجامعية وأسأل عن كيفية استخراج الآيات الدالة على المنهج القرآني في الإيمان بالملائكة وأساليب تلك الآيات ووسائلها:

مثال: (( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ...))[البقرة:30]^ الآية.

1- المنهج: كراهية الملائكة للفساد.
2-الأسلوب: الاقتداء بالملائكة.
3-الوسائل: القول.

وهل هذا: المثال صحيح أم لا؟

أرجو إفادتي عاجلاً وإخباري في حالة الرد، والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الحق خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أفلح من أراد أن يتعمق في دراسة وتدبر القرآن، ومرحباً بك في موقعك مع الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يدخلنا وإياك عالي الجنان في صحبة المبعوث من عدنان.

وأرجو أن تعلم أن الطريقة الصحيحة لاستخراج منهج القرآن تتحقق – بعد توفيق الله – بجمع الآيات المتعلقة بالموضوع ثم النظر فيها والتدبر وصولاً إلى المعالم الواضحة للمنهج القرآني، وهذه مسألة في غاية الأهمية، وسوف تساعدك في ذلك الكتب المؤلفة في التفسير الموضوعي للقرآن، وممن أجاد في دراسة المنهج القرآني الدكتور محمد عبد الله دراز عليه ( رحمه الله) في كتابه ( دستور الأخلاق في القرآن ).

ومن هنا فإن فكرتك المذكورة جيدة، ولكن الصورة الكاملة الشاملة تتضح بعد جمع الآيات في مكان واحد ثم تفسير بعضها ببعض وإدراك ما يناسبها من خصوص وعموم وتقدم في النزول وتأخر مع ضرورة تأمل الآيات السابقة لها واللاحقة بها، فإن ذلك يعين على فهم الهدف الذي لأجله كانت الآية في هذا الموضع، ومما يساعدك في ذلك كتاب ( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي ).

ولا شك أن المثال المذكور يدل على جودة في التفكير، ولكننا نذكرك بأن المنهج يؤخذ من مجموع الآيات، وأن الاقتداء إنما يكون بالرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء لأنهم بشر مثلنا ولكننا نستفيد من صفات الكمال الموجودة في الملائكة الكرام كالخضوع لله، والذكر المتصل وغير ذلك من الأدب والمعرفة بعظمة العظيم سبحانه وهذا هو الذي جعلهم يرفضون الإفساد في أرضه والخروج عن سلطانه ويستنكرون عصيان بني آدم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأسأل الله أن يفتح عليك أبواب العلم والفهم، فإنه سبحانه معلم داود ومفهم سليمان عليهما وعلى رسولنا الصلاة والسلام.

ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً