الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات للزوجة بشأن أهل زوجها

السؤال

عندما تزوجت كانت لدي نية حسنة في التعامل مع أهل زوجي، لكن بعد معاشرتهم كرهت الذهاب عندهم؛ لأني كنت في كل مرة أزورهم أسمع ما لا يرضيني من الكلام والانتقاد والرغبة في التحكم والخدمة عندهم، علماً أن زوجي ليس معي، فهو مهاجر لفرنسا، وكلما سألت أمه عن أحوالها ردت علي بنفور مدعية أني لا أسأل عن أحوالها، ويصلني دوماً كلام يقولونه عني في غيابي.

علماً أني لم أتلق منهم أي شيء يشعرني أني زوجة ابنهم، كزيارات أو هدايا في الأعياد، كما في التقاليد المغربية، فما السبيل للتعامل معهم وفقا لمرضاة الله ثم زوجي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك ما جازيت من يسيء إليك بمثل أن تقابلي إساءته بالإحسان، قال تعالى: (( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... ))[المؤمنون:96]، كما أن مقابلة الإساءة بمثلها ما هو إلا إضافة شر إلى شر، فإن أطلقوا لسانهم فيك فاحفظي أسرارهم وأعراضهم، واعلمي أن رضى زوجك مما يجلب رضوان الله، ومرحباً بك في موقعك وفي صحبة آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والسداد.

وإذا لم يقدموا لك هدايا، فحاولي أن تبادري أنت بتقديم الهدايا لهم فإنها تسل السخيمة وتجلب المحبة، والقيمة في الهدية بمعناها وليس بقيمتها، كما نتمنى أن لا تكثري الشكوى لزوجك، واذكري له ما وجدت من الخير، وإن كان قليلاً، ونحن ننصحك بما يلي :-

1- اللجوء إلى مصرف القلوب.

2- إظهار الاهتمام بهم وإن قصروا في حقك.

3- اعتبار والدته في مقام الوالدة، والإنسان يحتمل من والديه.

4- إدراك مكانة الصبر والاحتساب وأن العاقبة للصابرين.

5- عدم الالتفات لكلام النمامين والذين ينقلون الكلام القبيح وهم بريد الشيطان، ولا يدخل الجنة قتات يعني نمام.

واعلمي أن من نم لك نم عليك، فاحفظي لسانك ولا تردي الكلام القبيح بمثله ولكن عليك بالعفو والصفح.

6- إذا لامتك والدة الزوج فأحسني الاعتذار وزيدي من اهتمامك بها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة الذكر والدعاء، وكوني واثقة بأن الله لا يظلم مثقال ذرة، وأن من يفعل الخير يحصد أطيب الثمار، فتوكلي على الواحد القهار، وأكثري من الصلاة والسلام على رسولنا المختار، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجك في الدنيا وفي الجنة دار القرار.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً