الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصايا وخطوات لجعل الطفل ينام بعيداً عن أمه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره سنة وخمسة شهور، وسؤالي: متى أبدأ بتركه ينام منفصلاً عني؟ فهو حتى الآن ينام معي ولا يرضى أن ينام في سريره، كيف أقوم بذلك؟ أو ماذا أفعل معه كي ينام وحده؟

وجزاكم الله خيراً، وجعله في ميزان حسناتكم جميعاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظ لك ولدك ويحفظك له، وأن يجعلك فخراً للإسلام وقرة عين لك ولوالده، ومرحباً بكم في موقعك.

وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على الاهتمام بهذه المسألة في زمان قل من يهتم فيه بمثل هذه القضايا رغم أهميتها البالغة على حاضر أبنائنا ومستقبلهم، فإن الطفل الذي يمنح جرعات معتدلة من العطف والحنان يكون مصدر عطف ورحمة وينفع الأمة، ففاقد الشيء لا يعطيه، ورغم أن حاجة أبنائنا إلى الحب والتقدير والاحترام لا تقل في أهميتها عن حاجتهم للطعام والشراب إلا أن النجاح الحقيقي يكون بالاعتدال في بذل تلك الجرعات، لا شك أن الطفل يحتاج إلى حنان أمه، ولكن من مصلحة الطفل أن تبتعد عنه أمه تدريجياً وتقلل ساعات وجوده في حضنها يوماً بعد يوم حتى يتأهل لمواجهة صعوبات الحياة.

والإنسان قد خلق في كبد، وهو كادح إلى ربه كدحاً، فإذا بلغ الحولين أخرجته الأم من حجرتها خاصة في لحظات وجودها في فراش زوجها، وكان ابن عمر رضي الله عنه لا يعاشر زوجته في حجرة فيها طفل رضيع، ولا شك أن الأنثى تحتاج إلى جرعات إضافية في هذا الجانب؛ لأن المرأة هي ينبوع العطف والحنان.

ولا يخفى عليك أن التدرج أمر مهم في مثل هذه الأمور، فالتعلق الشديد بالطفل ومتابعته من حجرة إلى حجرة يتعب الأم ويفسد الطفل ويحطم ثقته في نفسه، كما أن إهمال الطفل يوقع الأم في الإثم والملامة، ويدفع الطفل للضياع والحرمان والهاوية، ومن هنا فنحن ننصحك بأن تحاولي الابتعاد رويداً رويداً، ومما يعينك على ذلك بعد توفيق الله ما يلي:

1- اللجوء إلى الله وسؤاله صلاح النية والذرية.

2- قيام الأب بدوره في تربية الطفل، وذلك بأن يأخذه أحياناً إذا خرج ويعطيه من وقته واهتمامه، وتنشغلين أنت عنه بأي عمل أو عبادة أو دراسة.

3- يجهز سرير مجاور إلى سريرك وتهيئته نفسياً للانفصال، وذلك بأن تقولي: هذا السرير الجميل لفلان وهو يحب أن ينام في سريره.

4- نقله بعد النوم إلى الفراش المخصص له.

5- عدم الاستجابة الفورية له إذا أصر على مجيء والدته، ولا بأس من اقتراب الأب في المرحلة الأولى.

6- صبر الأم نفسها على هذا الأمر، فقد وجدت حالات تم فيها علاج الطفل فانهارت الأم ولم تصبر.

7- محاولة البعد عنه لحظة الاستيقاظ من النوم.

8- ربطه بأفراد أسرته وبأقرانه من الأطفال.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بضرورة الاهتمام والاحترام لأطفالنا، مع ضرورة إدراك معاني العطف والرحمة، فليس من العطف ولا من الرحمة أن نترك أطفالها نائمين وقد أذن للصلاة، وليس من العطف أن نلبي طلباتهم إذا كانت في معصية الله وصيانتهم عن نار الآخرة أولى.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً