السلام عليكم.
لدي ابنة تبلغ أربعة أعوام، وهي كثيرة الكلام وسريعة الملل، فهي تمل من اللعب سريعاً ومن كل شيء، وأريدها أن تستثمر أوقاتها في أشياء مفيدة، وخاصة أنني أشعر أن تفكيرها يسبق أصحابها الذين في عمرها، فماذا أفعل معها؟!
وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثرة الحركة والكلام لطفلتكم مبشر بنبوغها إذا أحسنتم التعامل معها ووفرتم جرعات من العطف والتقدير والاحترام ووجدت فيكم التمسك بالدين والسير على خطا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وأرجو أن تعلموا أن الطفلة في هذا العمر تكره اللعب الذي فيه قيود وتتمرد على البرامج الطويلة والدراسة المنتظمة، حتى قال علماء التربية: إذا كان عمر الطفل خمس سنوات فإنه يستطيع أن يجلس ساكناً خمس دقائق فقط وبعدها يتملل، ومن هنا كان الخطأ أن تكون دراسة الأطفال في رياض الأطفال في قاعات وكراسي وضوابط وانتظام، ولكن الصواب هو أن يعطى الطفل مع لحظات الجد مقداراً من الحركة واللعب، وأنجح الدروس ما كان بعد لعب يستريح له الطفل.

ونحن ننصحكم باستخدام طاقات هذه الطفلة في دراسة وحفظ القرآن، وحبذا لو جئتم لها بالمصحف المعلم الذي فيه شيخ وطلاب يرددون خلفه؛ لأن ذلك سوف يشد انتباهها، مثل المصحف المعلم للشيخ عبد الباري محمد، والشيخ عبد الباسط، أو مصحف التكرار للشيخ الحذيفي، ويمكنكم أيضاً المجيء بلعب فيها مهارات التركيز والتفكير وتحويل بعض الأساسيات وعرضها في شكل ألعاب وأناشيد.

وهذه وصيتي لكم بكثرة الدعاء لها مع ضرورة الحرص على تقوى الله وتوفير النموذج المناسب حتى تستطيع أن تتأسى بكم لكي تنشأ على طاعة الله.

نسأل الله أن يجعل فيها قرة العين، وبالله التوفيق والسداد.