الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الجمع بين دواءين نفسيين؟ وما الآثار الانسحابية للسبراليكس؟

السؤال

السلام عليكم..

يا دكتور محمد أعاني من القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي، في بداية العلاج تناولت دواء الفافرين إلى أن وصلت إلى الجرعة القصوي 300 ملجم، ولم أستجب للعلاج فغير الدكتور الدواء إلى الإفكسور، إلى أن وصلت إلى 225 ملجم ولم أستجب كثيراً، أما الآن فخفض الجرعة إلى 150 من الإفكسور أتناولها ظهراً، وأضاف إلى الإفكسور السبرالكس بواقع 10 ملجم، فهل هذه الطريقة للعلاج فعالة أم لا؟

وأضيف على ذلك أني منذ تناولت السبراليكس كثر التبول - أكرمكم الله - أهو من السبرالكس؟ وإن كان هناك معلومات مفيدة عن هذه الأدوية فلا تبخل علينا فيها - يا دكتور - وإن كان هناك علاج أقوى وأسرع من هذين العلاجين؟

أرجو التكرم بتزويدي بمعلومات عن ذلك كي أطرحها على دكتوري، وآسف على الإطالة.

ولكم من جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المبدأ العام هو أن يتناول الإنسان عقاراً واحداً وبجرعة علاجية صحيحة، ولكن في بعض الحالات الجمع بين دوائين قد يكون مفيداً؛ لأن ذلك يؤدي إلى نوع من التعاضد أو التآزر البيولوجي، فهنالك بعض الناس يستجيبون لهذه الطريقة من العلاج، وأقول لك - يا أخي - أن إعطاء الإيفكسر مع السبراليكس معقول جدّاً، ولا مانع في ذلك بشرط أن تكون الجرعة في النطاق الطبي المسموح به، وأنت الآن تتناول 150 من الإيفكسر و10 مليجرام من السبراليكس، وهذه الجرعة جرعة صحيحة ومتوازية وسليمة، ولكن يجب ألا تزيد عن ذلك لأن كل 150 مليجرام من الإيفكسر تعادل 10 مليجرام من السبراليكس، وجرعة السبراليكس القصوى هي 20 مليجرام، ويمكن أن نقول أن الإيفكسر يسمح به حتى 300 مليجرام في اليوم.

إذن: لا مانع أبداً في أن تتناول هذه الجرعة، وأن تعطي نفسك فرصة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وترى كيف سيكون التقدم بالنسبة لك.

أسأل الله تعالى أن تجني ثماراً إيجابيًّة من هذا العلاج، وفي حالة عدم التحسن - لا قدر الله - ربما نفكر في آليات أخرى مثل سحب الإيفكسر بالتدريج ورفع جرعة السبراليكس، وإضافة البوسبار له، هذه أيضاً واحدة من الآليات الدوائية العلاجية الجيدة في علاج المخاوف والاكتئاب، ولكن في الوقت الحاضر أنا أؤيد وأدعم تماماً أن تأخذ الإيفكسر مع السبراليكس بالجرعة التي تتناوله الآن، ولا تناقض بينهما أبداً.

وبالنسبة فيما يخص كثرة التبول لا أعتقد أن ذلك له علاقة بتناول السبراليكس، فهذا الدواء ليس من مدرات البول وكذلك الإيفكسر، ربما هنالك سبب آخر، مثل الإصابة بالالتهابات وخلافه، ولا مانع من أن تقوم بإجراء فحص البول، والتأكد أنه لا يوجد أي نوع من الالتهابات، ومن المؤكد بالطبع أن تتأكد من مستوى السكر في الدم، هذا هو الذي أراه.

كما أنه في بعض الحالات حين يكون الإنسان قلقاً ربما يكثر التبول لديه، هذه أيضاً واحدة من الحالات التي نشاهدها.
عموماً لا علاقة لهذين الدواءين، بهذا الذي يحصل لك من كثرة التبول، ولا أعتقد أنه سببً رئيسي، بل ربما تكون حالة عارضة، ولكن من الأفضل والأحسن أن تجري هذه الفحوصات التي ذكرتها لك.

علماً - يا أخي - أن ممارسة الرياضة تساعد جدّاً في موضوع التبول المتكرر والزائد، وبالطبع هي سوف تكون ذات فائدة أيضاً في علاج القلق والتوتر، فأرجو أن تكون حريصاً عليها.

أيضاً لابد لك من المواجهة لعلاج الرهاب، فأرجو أن تكون مواجهاً للمواقف الاجتماعية، وأن تكون قويّاً في ذلك، وصدقني أن المواجهة هي واحدة من الآليات العلاجية القوية والفعّالة جدّاً، ولا تحكم على نفسك بالفشل، لا تتصور أنك سوف تفشل أمام الناس أو أنك سوف تحرج، وأؤكد لك أنك غير مراقب وغير مرصود من قبل الآخرين، فإن من المعوقات الأساسية في الرهاب أن الإنسان سوف يفشل أو سوف يسقط - أو شيء من هذا القبيل - أمام الآخرين، لا، بل أرجو أن تكون مقداماً وأن تكون قويّاً في أمر هذه المواجهة فهي إن شاء الله تفيد كثيراً بجانب العلاج الدوائي بالطبع.

بالنسبة للمعلومات عن السبراليكس فهو من الأدوية الجيدة والفعّالة، وتنتجه شركة دينماركية تعرف باسم (لون بك)، وهذه الشركة لها أبحاث وباع طويل جدّاً في خصوص هذا الدواء، والدواء الذي سبقه والذي يعرف باسم (سِبرام)، وهذا الدواء (السبراليكس) يتميز بأنه من الأدوية النظيفة والنقية جدّاً وهو قليل الآثار الجانبية، ولا يتعارض مع بقية الأدوية، وحقيقة هو من الأدوية التي غيرت حياة الناس كثيراً خاصة في الحالات نوبات الهرع والرهاب، وهو بالطبع مضاد للاكتئاب وللوساوس والخوف والقلق والرهاب الاجتماعي، إذن هو بصدق وأمانة من الأدوية الجميلة جدّاً.

وبالنسبة للإيفكسر فهو دواء أيضاً ممتاز وفعال، يعالج الاكتئاب النفسي، ويقال إنه أكثر فعالية من بقية الأدوية في علاج الاكتئاب، واتضح مؤخراً أنه من الأدوية الجيدة، أيضاً لعلاج الرهاب الاجتماعي والخوف وهو يفيد أيضاً في علاج القلق، فقط يعاب عليه أنه إذا توقف عنه الإنسان فجأة أو خفض الجرعة لدرجة عالية يؤدي إلى آثار انسحابية منها: الدوخة أو القلق أو أنه غير متماسك جسديّاً؛ ولذلك ينصح بالتدرج في إيقافه، كما أنه في حالات قليلة جدّاً ربما يرفع ضغط الدم لدى بعض الناس ولكن بدرجة قليلة 5 إلى 10 درجات، فالأشخاص الذين يتناولونه لفترة طويلة نوصيهم دائماً بمراقبة ضغط الدم، وربما أيضاً يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، ولكن هذا بالطبع يمكن التحكم فيها عن طريق اختيار نوعية الطعام وممارسة الرياضة، كما أن القابلية الشخصية للناس فيما يخص زيادة الوزن قد تلعب دوراً كبيراً؛ لأني رأيت الكثير من الناس يتناولون الإيفكسر ولا تحدث لهم أي زيادة في الوزن؛ لأننا نعتقد أن القابلية الشخصية هي التي تؤدي إلى ذلك حيث أن بعض الناس تحدث لهم زيادة في الوزن مع تناول هذا الدواء.

إذن هذه بصفة عامة من الأدوية المستحدثة والممتازة والسليمة، أسأل الله لك الشفاء والتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً