الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الجمع بين الشدة والطيبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف أجمع بين الشدة والطيبة؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن للشدة أماكنها وللطيبة مواضعها، والحكمة وضع الشيء في مكانه، وقد أحسن من قال:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا *** مضرٌ كموضع السيف في موضع الندى

والرفق واللين والطيبة مطلوبة، والله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه، و(ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)، ومن يحرم الرفق يحرم الخير، والمسلمة تعطي من حرمها وتصل من قطعها وتعفو عن من ظلمها، لأنها تقرأ قول ربها: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))[الأعراف:199].

والفتاة المسلمة رحيمة بأرحامها؛ لأنها ينبوع الحنان المتدفق، لكنها شديدة إذا أُريد دينها أو عرضها، وهكذا كان الصحابة والسلف يحتمل أحدهم في نفسه وماله، فإذا أريد في دينه أو عرضه تحول إلى شخص آخر وتطاير الشرر من عينيه.

والإنسان لا يندم على حسن تعامله ورفقه بإخوانه، لكنه يندم على غلظته وشدته وظلمه، فعاملي محارمك وزميلاتك باللطف والرحمة، وقولي للناس حسناً وابتعدي عن الرجال الأجانب، وابذلي الخير للمحتاجين، واشغلي نفسك بطاعة رب العالمين، واعلمي أن حسن الخلق يرفع درجات المؤمنين، وحسن الأدب والخلق أعظم بضاعة بعد الدين والإيمان وحسن الخلق من الدين، ولكن لأهميته جعل الرسول صلى الله عليه وسلم هدفاً لرسالته فقال: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)، فجماع الدين في حسن الخلق، وقد (سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك، وشكراً لك على السؤال، ونسأل الله يزينك بأطيب الخصال، وأن يرزقك الصالح من الرجال، وأن يسعدك في الدين ويصلح لك الحال.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً