الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى فعالية حقنة الفلونكسول إذا أذيبت في العصير

السؤال

لنا قريب يعاني من انفصام ذهني، وكان يعالج مع طبيب نفسي، ولكنه امتنع عن الذهاب للطبيب اعتقاداً منه أنه قد شفي مما أدى إلى هياجه كثيراً لعدم أخذه للعلاج.

ولقد توصلنا إلى إعطائه للعلاج في العصير دون علمه، وهو عبارة عن حقنة فلونوكسول، ونعطيها له كل أسبوعين، والأمر مسقر على ذلك، إلا أنه في الآونة الأخيرة تعرَّف على صديق سيئ عرَّفه على سيدة سيئة السمعة، مما جعله يسحب من رصيد حسابه مبالغ طائله ثم يصرفها على هذا الصديق وهذه المرأة، مع العلم بأن صديق السوء يعلم بأنه قد ورث مبلغاً كبيراً، وعلى الرغم من أن هذا الرجل المريض بخيلٌ جداً مع زوجته وأولاده.

فهل هناك ضرر عند زياده الجرعه لتكون كل 10 أيام أو كل أسبوعين، حيث إنه بعد أخذه للدواء يقضي معظم وقته في النوم، وذلك حتى يتم إبعاده بقدر الإمكان عن هذا الصديق، مع العلم بأنه مصر أن لا يذهب إلى الطبيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرضى الفصام في الحقيقة وكثير من المرضى لا يكونون متعاونين في بعض الأحيان مع تناول العلاج، ولكن صدقني أنه بالتقرب إليهم والتودد وإبداء العطف نحوهم يساعد ذلك كثيراً في بناء علاقة علاجية يمكن الاستفادة منها، بأن ننصح الشخص بأن يذهب للطبيب.

كما يجب ألاَّ نقول له بأنك مريض أو أنك تعاني من فصام أو أوهام أو شيء من هذا القبيل، بل يقال له: من الأفضل أن تُفحص فربما تعاني من حالة اكتئابية بسيطة أو عسر في المزاج ... وشيء من هذا القبيل.

إذن؛ من تجربتنا مع المرضى يُمكن لأي مريض أن يقتنع في نهاية الأمر بتناول العلاج، ولكن يتطلب هذا الصبر والتواصل معه بصورة جيدة.

وأما بالنسبة لوضع العلاج في العصير فهذا أمر لا أقره، بالرغم من أني أعرف أنه يتم بحُسن نيةٍ تماماً، وهنالك شيء آخر علمي لابد أن أذكره، وهو أن حقنة الفلونكسول هي مُحضرة في نوع من الزيت الخاص، وهي لا تذوب بصورة فعّالة في العصير أو الماء، ولذا لابد أن تُعطى عن طريق الحقن، وربما يكون هذا الأخ قد استفاد منها جزئياً نسبةً لفعاليةٍ جزئية، ولكن أؤكد لك أنها ليست ذات فعالية كاملة حين لا تعطى عن طريق الإبر.

وربما يكون من الأفضل أن يُعطى أدوية أخرى إذا كان لابد من أن يُعطى هذه الأدوية في العصير، فهنالك عقار يعرف باسم (رزبريدون) الذي يذوب في الماء أو العصير بجرعة 4 مليجرام ليلاً بصفة يومية، هذا ربما يكون أفضل من هذه الحقن التي تعطى له في العصير، لأني أشك تماماً في فعاليتها العلمية.

إذن؛ فهذا الدواء (رزبريدون) ربما يكون أفضل، وهو من الأدوية الجيدة والممتازة لعلاج الفصام، ولا يسبب أي آثار جانبية، ومع ذلك فأنا لا أنكر فعالية الفلونكسول، وأنا أعطيه لكثير من المرضى، ولكن كما ذكرت لك من الأفضل أن يُؤخذ عن طريق الإبر.

إذن؛ فلا مانع أن تتواصلوا مع هذه الطريقة، وأن يُعطى الجرعة (الرزبريدون) كل عشرة أيام أو كل أسبوعين، ولا توجد أي خطورة، حيث إن الجرعة المسموح بها هي حتى 120 أو حتى 160 مليجرام في الشهر، وعلى العموم إذا أعطي له عن طريق وضعه في العصير فسوف تكون فعالية الدواء أقل، أي أنه إن أعطي في فترات قريبة كل عشرة أيام أو كل أسبوعين فلا أعتقد أن يكون هنالك أي نوع من التسمم الدوائي.

والذي أود أن أنصح به هو أنه حين تتحسن أحواله وأوضاعه يمكن أن تسعى بصورة أكبر لإقناعه بالذهاب إلى الطبيب، ويمكن أن يتناول هذه الإبر مرة كل ثلاثة أسابيع أو حتى مرة كل شهر.

وبالنسبة لعدم حسن تصرفه في تدبير المال وصرفه بصورة مبذرة، فبالطبع يا أخي من الواجب أن يحافظ على أمواله، وحقيقة هذا يتم عن طريق النصح، وإذا لم يستجب لذلك فربما يكون هذا الرجل مفتقداً للأهلية التي تحتم عليه أن يقوم عليه قيِّم، ولكن حفاظاً على حقوقه وأمواله يمكنك أن تتشاور مع من يهمهم الأمر داخل الأسرة، ويمكنكم أن تصلوا إلى حل مناسب.

وأسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد لنا ولكم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً