الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الانطوائية والتأتأة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
هل الزيروكسات يعالج الانطوائية وتجنب الاختلاط مع الناس؟ وما هو علاج التأتأة بالكلام والخوف عن طريق التمارين؟ وهل الزيروكسات هو العلاج الدوائي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا نستطيع أن نقول إن هنالك دواء يعالج الانطوائية، ولكن الأدوية تقلل الخجل أو الخوف من مجابهة ومخالطة الآخرين، إذن ربما يساعد بصورة غير مباشرة.

أهم علاج لعلاج الانطوائية هو الإصرار على المواجهة ورفع الكفاءة الاجتماعية، وأن تكون هنالك برامج يومية للاختلاط بالآخرين، تبدأ هذه البرامج بكيفية المصافحة، كيفية النظر للناس في وجوههم، وكيفية بداية الكلام مع الناس.

هذه أمور أساسية كما أن الرياضة الجماعية وحضور حلقات التلاوة، والجلوس في الصف الأول في المسجد، حضور المحاضرات والدخول في النقاشات والحوارات، كلها إن شاء الله معالجات جيدة للانطوائية أيها الأخ الكريم.

الزيروكسات يساعد كثيراً بالطبع في أن يقلل القلق ويحسن المزاج، وأن يزيل الخوف المصاحب للانطوائية، إذن كما ذكرت لك هو عامل مساعد كثيراً، ولا شك أنه يعالج الخوف كما ذكرت.

أما بالنسبة للتأتأة، فهي في كثير من الحالات مرتبطة بالقلق، ولكن في بعض الحالات ربما تكون مرتبطة بعوامل الوراثة، حيث أنها تجري وسط بعض الأسر، خاصة لدى الذكور، ولكن أياً كان السبب، التأتأة يمكن أن تعالج، أولاً تعالج بالدعاء، فعلى الإنسان أن يسأل الله أن يجعل لسانه طلقاً (( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ))[طه:25-28] بعد ذلك لابد للإنسان أن يكون لديه الثقة والقوة في نفسه، كن واثقاً في نفسك، تصور أنك طلق اللسان.
ثالثاً: يجب أن تحدد الكلمات التي تجد فيها صعوبة، هنالك حروف معينة يجد الناس صعوبة في نطقها، في هذه الحالة يجب أن يتخير الإنسان الكلمات التي تبدأ بهذه الحروف، يتخير مائة كلمة من كل حرف، ويكررها بقوة، يكررها مع نفسه ثم أمام أحد أقربائه أو أصدقائه، ويمكن أن يقوم أيضاً بتسجيلها على الشريط، ثم الاستماع إلى ما سجله وسوف يجد الإنسان أن أدائه ممتاز جداً، وهذا في حد ذاته يساعد كثيراً.

رابعاً: أخي دائماً يحاول الإنسان أن يأخذ نفس عميق مع بداية الكلام، هذا يساعد، الحرص على قراءة القرآن بصورة صحيحة والتأكد من مخارج الحروف، هذه أيضاً تقوي عضلات النطق، وتجعل الحروف مهما كانت صعبة تخرج بصورة واضحة وجيدة.

أخي من الآليات والتمارين أيضاً التي دائماً نقولها هي أن يقرأ الإنسان بصوت مرتفع، وأيضاً يمكن أن تقوم بتسجيل الصوت ثم يستمع إليه الإنسان، وسوف يجد أن أدائه جيد.

هنالك تمارين نفسية داخلية، وهي لا تتصور أن الآخرين يرصدوك أو يراقبوك أو أنك سوف تكون محط السخرية والاستهزاء، ربما يضحك البعض من الأطفال، أو الذين لا يمتلكون الوعي والبصيرة الكاملة، ولكن دعك من هؤلاء، يجب أن يكون الإنسان واثقاً في نفسه، ويجب أن لا يظن أنه مرصود من الآخرين.

الزيروكسات يساعد لأنه يزيل القلق والخوف، ولكن هنالك علاج دوائي يعرف باسم هلوبريدول ( Haloperidol ) هذا الدواء من الأدوية القديمة، وهو يستعمل في الطب النفسي لعلاج بعض الأمراض الذهانية الشديدة، ولكن وجد أنه بجرعة صغيرة جداً نصف مليجرام فقط صباحاً ومساء قد يساعد كثيراً في زوال التأتأة، وأعتقد أنه يعمل من خلال إزالة القلق.

أخي، الرياضة مفيدة وفعالة، الرياضة الجماعية خاصةً هي التي تجعل الإنسان يتفاعل لفظياً وكلامياً مع الآخرين دون أن يشعر، وهذا إن شاء الله يزيد من طلاقة اللسان.

هذه من التمارين الضرورية جداً، تمارين الاسترخاء بجميع أنواعها، خاصةً تمارين التنفس أيضاً تفيد، أرجو أن أكون قد أوفيت ببعض الذي تود أن تعرفه، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً