الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تتلفظ بالقبيح أمام ابنتنا!

السؤال

زوجتي تلفظ كلاماً قبيحا أمام ابنتي التي عمرها 3 سنوات، فماذا يترتب على ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عز الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل أدق من كل أجهزة التسجيل والتصوير خاصة في السن المذكورة، فعلى هذه الأم أن تتقي الله وتتوقف عن كل لفظ أو تصرف لا يليق، كما أن الطفل يكون قاموس الكلمات ونظام التصرفات من المحيط الذي يعيش فيه، فإن سمع خيراً وشاهد براً تكلم بالحكمة والصواب وسار على خطا أولي الألباب، وسعد به أهله وسائر الأحباب، بل إن الطفل يتأثر بما يسمع منذ اللحظات الأولى، ولذلك كان من حكمة الشريعة وجمالها أن تسارع بترديد كلمات الأذان بما فيها من توحيد وذكر في أذنيه ثم تعمل بعد مدة حاسة الإبصار، وبالسمع والبصر يتكون العقل والقلب قال تعالى: (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))[النحل:78].

وكم تمنينا أن يحرص الآباء والأمهات والأجداد والجيران على غرس القيم النبيلة والكلمات العظيمة في نفوس أبنائهم، وقد اهتم سلف الأمة بهذا الجانب حتى قال ابن القيم: (فإذا أصبح عمر الطفل 8 أشهر استطاع أن ينطق أكثر من حرفين مجتمعين فعند ذلك تعلمه كلمة الله ثم تتدرج معه حتى يتعلم كلمة التوحيد) كما ينبغي أن نحفظ آذانهم من الأصوات المزعجة والمناظر المخيفة، فإن ما يخيف يؤثر على تكوينهم النفسي، فإن خاف الطفل من سماع شيء أو رؤية ما يخيف سارعت الأم واحتضنته ثم ألقمته ثديها، فإن استطاعت أن تجعله ينام انقطعت الآثار السيئة بإذن الله.

وأرجو أن تبعدوا خلافاتكم ومشاكلكم عن عين الطفلة وأذنها، كما ينبغي الاحتراز عند المعاشرة، وكان ابن عمر رضي الله عنه لا يعاشر أهله إذا كان في الحجرة طفل رضيع.

وإذا لم تتوقف هذه الأم عن هذا التصرف فسوف تأثم وتندم، وسوف تدخلها طفلتها في مواقف محرجة مع الآخرين، والطفلة دعاية لأمها ولأسرتها، كما أن أطفال اليوم ما عادوا أطفالاً وذلك لهذا الانفتاح الإعلامي المخيف الذي يصب سمومه وشروره في البيوت.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله مع ضرورة الاتفاق على منهج موحد في التوجيه، ونتمنى تحصين هذه الطفلة ضد الألفاظ السيئة والتصرفات القبيحة، كما نتمنى أن تقترب من طفلتك وتحاول إصلاح ما فسد، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وشكراً لك على تواصلك وسؤالك.

ونسأل الله أن يصلح هذه الطفلة وأطفال المسلمين وأن يرزقك وزوجتك السداد والصواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً