السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب استشارات سابقة، وكنت قد اتبعت العلاج معكم وبالتشاور أيضاً مع طبيبي النفسي، وكنت أتناول السبراليكس 20 مل منذ حوالي ثلاثة أشهر، وأشعر بتحسن كبير والحمد لله، وأتبع تعليماتكم من الاسترخاء والنشاط الاجتماعي وغيرها.

ولكن وبكل صراحة بالرغم من التحسن الكبير إلا أنني ما زلت أعاني مما يلي:-

1- آلام شبه دائمة في الصدر على شكل قرصات، وكذلك في أماكن مختلفة من الصدر وهي تضايقني كثيراً.
2- آلام في الرأس وخاصة المنطقة اليسرى على شكل تقلصات، وكأن الأعصاب قد طقت، ومع دوخة وشعور رهيب بالتنميل في أصابع اليد.
3- الشعور بالتعب بسرعة، فأنا نادراً ما أكمل وقت دوامي حتى أشعر بالنخزات في صدري وتعب.

فماذا أفعل؟ وهل هناك علاج ؟! وأنا مستعد لأن أفعل أي شيء لأجل أن أتعافى مما أنا فيه.

وجزاكم الله كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نشكرك جداً على هذه الثقة الغالية التي أوليتها للإخوة في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن نكون عند حسن الظن وأن يتقبل منا جميعاً.

والحمد لله أنت قد بدت عليك علامات التحسن، وهذا في حد ذاته شيء يسعدنا كثيراً، فالحمد لله على ذلك.

وبالنسبة للأعراض التي لا زالت تنتابك، أرجو أن أوضح لك أمراً هاماً أنه في كثير من الحالات النفسية تكون الأعراض من الأصل موجودة، ولكن المريض لا يعيرها اهتماماً؛ لأن لديه أعراضاً أقوى هي التي تشغله، وحين يتحسن وتختفي الأعراض الشديدة، والتي هي بالطبع مزعجة، تأتي بعد ذلك القائمة الثانية في الأعراض أو الأعراض التي في الأصل كانت موجودة ولكنها لا تسبب شاغلاً للأخ أو الأخت الذين يعانون من العلة، فأرجو أن تتفهم ذلك، فهذه أعراض في نظري كانت في الأصل موجودة على الأقل في مستوى اللاشعور، أو كانت تغطي عليها الأعراض الشديدة والتي هي اختفت الآن بفضل الله، وهذا حقيقة يجب أن يكون دافعاً نحو التحسن.

وما ذكرته يندرج تحت الأعراض الجسدية من تقلصات في العضلات وتوترات داخلية، وحقيقةً أحتم عليك الرياضة، فالرياضة مفيدة جداً في هذا السياق، ويجب أن تؤخذ بجدية من أجل العلاج ومن أجل تقوية النفوس، وأفضلها بالطبع هي رياضة المشي، ولا مانع من الجري أيضاً في حدود المعقول.

ويفضل أيضاً أن تقوم بما يعرف بتمارين الاسترتش (Strech)، وهي مجرد نوع من تمارين الإحماء وشد العضلات واسترخائها قبل بداية التمرين، وهي مفيدة وتبعد الجسم من الإصابات التي قد تأتي من الرياضة المكثفة، وفي نفس الوقت تساعد في إخفاء التقلصات بصفة تامة، وهناك كتيبات توضح كيفية عمل إجراء تمارين الإحماء هذه، أو يمكنك الاستعانة بأي أحد من الإخوة الرياضيين، فهم والحمد لله على علم تام بذلك.

والشيء الآخر هو أن تحاول الاستحمام بماءٍ دافئ أو ماء حار، وبالطبع لدرجة معقولة، وليس للدرجة التي تسبب لك نوعاً من الضرر أو الحروق على الجسم، وحاول أن تسترخي في حوض الماء الدافئ هذا، فاسترخي فيه وخذ نفساً عميقاً، ثم أعقبه بعد بذلك بإخراج الهواء أيضاً ببطء وعمق، وكرر ذلك صباحاً ومساء وسوف تجد فيه إن شاء الله فائدة كبيرة جداً لك.

وحتى تكتمل الوصفة العلاجية ويمن الله عليك بالشفاء أود أن أضيف بعض الأدوية البسيطة جداً للسبراليكس، فهناك نوع من الفيتامينات يعرف باسم (Neurobion) وهو مركب من فيتامين (ب: 1، 6، 12)، وهذه الفيتامينات يعرف عنها أنها تقوي الأعصاب بصفة خاصة، وتقلل من الانشداد والآلام العضلية، وهي توجد في شكل إبر أو حقن وفي شكل حبوب، والذي أوده منك هو أن تأخذ ست حقن ست إبر، فتأخذ في العضل حقنة واحدة كل ثلاثة أيام، ومجموع الإبر هو ست، فهذا إن شاء الله يساعدك كثيراً فهو مجرب ومعروف وعلاج بسيط جداً، وفي ذات الوقت أيضاً أودك أن تأخذ كبسولات دوجماتيل فهو يساعد أيضاً، فتناوله بجرعة كبسولة صباح ومساء 50 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يومياً في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

وأنا سعيد جداً على تواصلك معنا، وعلى أن الله تعالى قد من عليك بالشفاء، وأسأله تعالى أن يكمل لك نعمة الصحة والعافية، ونحن متفائلين جداً بتطبيقك للإرشادات التي ذكرتها لك في هذه الرسالة، وسوف تكون إن شاء الله على خير.

وبالله التوفيق.