الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الالتزام بالحجاب والتحذير من إظهار المحاسن وأسباب الافتتان

السؤال

أريد نصيحة للطالبات اللاتي يُثرن الشباب بلباسهن وحركاتهن؟

وكيف نفسر تجاهل الناس لدينهم واللهو في البحث عن الدنيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كلتين مولود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فإن الحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت الحلوى غطاءها كانت مرتعاً للجراثيم والذباب، وإذا تركت الفتاة حجابها كانت عُرضة للأعين الجائعة، وقد أحسن من قال:

إذا وقع الذباب على طعامٍ رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأُســـود ورود ماءٍ إذا كان الكــلاب ولغــن فيـــه

والحياء خلق الإسلام، وهو أغلى ما تملكه الفتاة بعد إيمانها، وقد قال عليه صلاة الله وسلامه: (إذا لم تستحي فاصنع ما شئت).
وقد أحسن من قال:

يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

وأرجو أن تعلم الفتاة أنها تصبح رخيصة ومبتذلة عندما تعرض جمالها لكل من هبَّ ودبّ، وقد تسمع بعض كلمات من يظهرون الإعجاب ولكنهم سوف يتنصلون عنها عندما يفكرون في تأسيس بيوتهم وحياتهم، وها هي إحداهن تصرخ وتقول: إنهم يريدون قضاء وقت فقط، إنهم يمشون معنا ويضحكون ولكنهم يتزوجون من غيرنا!
والعجيب أنه حتى الفاسق يريد العفيفة المصونة صاحبة الحياء؛ لأنه يزهد في رفيقة الهوى ولا يرضاها أُمّاً لعياله، ويعتقد أن من خانت أسرتها وخالفت أمر ربِّها بالأمس لا يمكن أن تُؤمن على بيت أو عرض، فمتى تعقل بعض الفتيات؟ وأين الآباء والأمهات؟ وأين الداعيات الناصحات؟

ولست أدري متى يفيق القائمون على أمور المسلمين ويدركوا خطورة وجود الفتاة إلى جوار الشاب؟!
ولا يخفى على أمثالك مخالفة ما يحصل لشريعتنا: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63].

والإسلام دين يباعد النساء والرجال حتى في أطهر المواقع، فيجعل أفضل صفوف المصلين أولها وشرها آخرها لقربه من صفوف النساء، ويجعل أفضل صفوف النساء آخرها.
ومن العجيب! أن الكافرين شعروا بخطورة وجود المرأة بكامل زينتها إلى جوار الرجل ولكن بعد تَفشِّي الأمراض والانحلال والانحراف فبدأوا في إنشاء الجامعات الخاصة بالبنات، فمتى نعود نحن الذين يُحَرِّم ديننا هذه المسألة؟

ولا يمكن أن توجد امرأة عند الرجال إلا وشغلها الشيطان بهم وشغلهم بها، وربما خرجت بنية طيبة ولكن يأيتها الشيطان فيقول: إنكِ ما مررت على أحد إلا أعجبته، فتبدأ بالتكسر في مشيتها وكلمتها، وتتفنن في إظهار محاسنها فيضيع العلم والعمل، وتُخسر الأموال بعد خسارة الأخلاق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقد حرم الإسلام على المرأة كل ما يلفت نظر الرجال، حتى نهى عن الضرب بالأرجل فقال تعالى: (( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))[النور:31]. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة أن تخرج متعطرة، وحذرها حتى قال: (إذا استعطرت المرأة ومرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)، ونهاها عن الخضوع عند محادثة الرجال فقال تعالى: (( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ))[الأحزاب:32].

وأما تجاهل الناس لدينهم فدليل على غفلتهم وجهلهم، والإنسان ظلوم جهول، وما أكثر المخدوعين الذين لن يفيقوا من سكرهم وغفلتهم إلا عند الموت؛ فتقطع أنفسهم حزناً، وتمتلئ قلوبهم بالندامة، ولا ساعة مندم.

والعاقل يسير في طريق الحق ولا يغتر بكثرة الهالكين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبالحرص على البعد عن الجنس الآخر، وإسداء النصح لإخوانك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ولأبناء المسلمين الهداية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً