الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب (التأتأة) لدى الأطفال وطرق علاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي خالة أبناؤها عندما يتكلمون ينطقون بالكلمة على مراحل، رغم أنهم في المدرسة من المتفوقين والأوائل، لكن المعلمات يشتكون من التأتأة، والأولاد يكبرون ويشعرون بإحراج بين أصحابهم.

فهل من علاج لمثل هذه الحالة؟ وهل هي تأتي بسبب نقص هرمون معين في الجسم أم ماذا؟!

أرجو الإفادة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Yasmeen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التأتأة في الحقيقة ليست معروفة الأسباب بالضبط، ولكنه يلاحظ أنها تكثر في وسط الأولاد الذكور بخلاف الإناث، كما أنها ربما تكثر في بعض الأسر، وهذا ربما يكون دليلاً على وجود جانب وراثي يلعب دوراً في هذه الحال، وهي أيضاً تزداد مع القلق والتوتر.

بالطبع عدم قبول وتفهم بعض الناس والفضول الزائد منهم حيال الطفل الذي به علة التأتأة يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، وكما ذكرت أن معظم الأطفال الذين يتلعثمون في الكلام وعندهم علة التأتأة هم من الأشخاص الممتازين من ناحية السلوك، ويكون مستوى إدراكهم وتحصيلهم في الدراسة جيد وممتاز.

لذلك يجب معرفة ما يلي:

أولاً: يجب أن يشرح لهؤلاء الأطفال طبيعة التأتأة، وأنها علة، ولكنها لا تنقص الإنسان أبداً.

ثانياً: لابد أن يعودوا ويدربوا على الكلام ببطء.

ثالثاً: القراءة بصوت مرتفع، وتسجيل ما يقرأه ثم يستمع لصوته، والقصد من ذلك أنه حين يجد أداءه جيداً ولسانه طلقاً فهذا بالطبع سوف يرفع من همته ليتحدث بصورة أكثر طلاقة ودون تأتأة.

من الوسائل العلاجية هي ممارسة تمارين الاسترخاء، فهنالك عدة أنواع لتمارين الاسترخاء وهنالك الكثير من الكتيبات والأشرطة التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، فأرجو أن تتاح فرصة لهؤلاء الأطفال لأجل ممارسة هذه التمارين.

منها أيضاً أن تحدد الكلام والأحرف التي يجد الطفل صعوبة في نطقها، فتحدد له عدة كلمات تكون بادئة بهذا الحرف، أي هذه الحروف توضع في كلمات وتكرر عدة مرات، تكرر الكلمة مفردة ثم تدخل في جملة، فهذا أيضاً من الأساليب الطيبة جدّاً.

ينصح أيضاً بعدم استعمال اللغة الحركية كاستعمال اليدين مع الكلام، وقد لوحظ أيضاً أن قراءة القرآن تساعد كثيراً في طلاقة اللسان، فهؤلاء الأطفال أتمنى أن يلتحقوا بحلقات التلاوة – وهي كثيرة بحمد الله في المملكة –، ففيها يجدون المساعدة وتدريبهم على خروج الحرف من مخرجه الصحيح، وتدريبهم على النطق السليم وطلاقة اللسان.

لو أتيحت فرصة لمقابلة أخصائي التخاطب فهذا أيضاً سيكون جيداً، فسوف ينصحهم أخصائي التخاطب ببعض النصائح المفيدة التي ربما لا تختلف كثيراً مما قلته، ولكن سوف يضيف لهم بعض الجوانب التطبيقية مثل كيفية استرخاء عضلات الرقبة وعضلات الوجه وكيفية إخراج الحروف، فهذا سوف يساعدهم كثيراً.

هناك بعض الأدوية التي نعطيها في بعض الحالات، ولكن هذا يعتمد على عمر الطفل، وأنا حقيقة لا أعرف أعمار هؤلاء الأطفال، لذا يجب أن أكون حذراً في استعمال الأدوية.

لكن يعرف أن الأدوية المضادة للقلق خاصة دواء (هلوبريادولHaloberiol)، فهذا الدواء يساعد حين يعطى بجرعات صغيرة في بعض حالات التأتأة، ولكن كما ذكرت يجب أن لا يعطى الدواء إلا تحت إشراف طبي وحسب عمر الطفل.

هنالك نصيحة عامة وهي أن يشجع الأطفال وأن لا يشعروا بالنقص أو الحرج، وأنها تختفي مع تقدم العمر في كثير من الحالات.

أسأل الله لهم الشفاء وأن يجعلهم أكثر طلاقة في ألسنتهم وأن يحفظهم ويجعلهم من الصالحين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً