الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاتساع في البطين الأيمن للمخ وعلاقته بالحالة النفسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ حوالي أربع سنوات تقريباً حصلت معي مشكلة عاطفية، ومشاكل أخرى، أي حصل معي ضغط نفسي شديد، وأصبحت نفسيتي مضطربة جداً، وفي خلال تلك الفترة انخرطت مع أصدقاء سوء، وأصبحت أدخن معهم نوعاً من الحشيش لعدة مرات، وفي إحدى المرات وأنا في حالة يأس وحزن شديد أخذت جرعة من تلك المخدرات فأصبت بهلع وخوف شديد، وفي نفس الوقت شعرت بألم شديد في الرأس في الجهة اليمنى.

منذ تلك اللحظات ساءت حياتي، فأصبحت آخذ مهدئات، وكان هناك نوع من التحسن، ومنذ تلك الفترة وحالتي النفسية غير مستقرة، مع ألم مصاحب وإرهاق شديد في الجسم، وفي إحدى المرات طلب مني أحد الأطباء أن أعمل صورة رنين مغناطيسي، وبعد أن عملت الصورة تبين وجود اتساع في البطين الأيمن للمخ، ولكن بعض الأطباء قالوا إنه قد يكون تشوهاً خلقياً، ولا داعي للخوف منه، ولكني كلما تضايقت وانزعجت أشعر بألم شديد في نفس المكان.

فهل الاتساع في البطين الأيمن للمخ يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية؟ وهل ما حدث معي في لحظة أخذ المخدرات سبب لي شيئاً معيناً؟

أرجو منكم المساعدة في أقرب وقت، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد مهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

الحمد لله أنك تعرف الداء وتعرف الدواء، وما حدث لك حين تناول الجرعة الزائدة من الحشيش هو إفرازٌ سريعٌ لمادةٍ تعرف باسم إدرانلين، ويعرف أن زيادة إفراز هذه المادة يؤدي إلى الإصابة بنوعٍ من الرهاب والخوف .

بالنسبة لاتساع بطينات المخ ربما يكون عيباً خلقياً كما ذُكر، أو في بعض الحالات تحدث مع تقدم العمر، وهنالك تقارير طبية وأبحاث تدل على أن استعمال الحشيش المتواصل يؤدي إلى اتساع في بطينات المخ أيضاً، ولكن لا أرى أن ذلك هو الواقع في حالتك، حيث أن الاتساع في البطين الأيمن فقط .

لا أعتقد أن علة اتساع البطين هي السبب في أعراضك الحالية؛ حيث أنه من الواضح أنك مصابٌ بقلق واكتئابٍ ومخاوف، وفقدان عام في الكفاءة النفسية.

أرجو أن تنظر للحياة بمنظار أكثر إيجابية، وأن تستثمر وقتك فيما هو صالح، وأن لا تعود مطلقاً لتعاطي المؤثرات العقلية مثل الحشيش، وعليك بمصاحبة الصالحين، والالتزام بعباداتك وصلواتك، فهذه في حد ذاتها سوف تزيد من الدافعة النفسية لديك .

كما أود أن أنصح لك ببعض العلاجات، حيث أن هناك علاجاً دوائياً يعرف باسم (زيروكسات Seroxat)، أرجو أن تبدأ به بجرعة عشرة مليجرام، نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة لحبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها مرةً أخرى لنصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، بعدها يمكن أن تتوقف عنه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً