الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية ترغيب المرأة أخاها في الصلاة، وحكم إعطائه المال مقابل الصلاة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أخي لا يصلي وهو يبلغ من العمر 19 سنة، حاولت معه الكثير وحاولت أن أنصحه وأتكلم معه بكل الأساليب، فمرة أعدد له نعم الله علينا، ومرة أذكره بعقوبة تارك الصلاة ومرة أخوفه من الموت ولكنه لا يسمع لي.

إني أحبه كثيراً؛ فإنه ولد حنون وشهم وذو خلق على الرغم من أنه لا يصلي.

ومن أحد الأساليب التي حاولت أن أستخدمها معه أنى عرضت عليه أن أكافئه بمبلغ من المال كل شهر على شرط أن يصلى طول الشهر، ولكني أريد أن أعلم هل هذا الأسلوب صحيح أم هذا يقلل من شأن الصلاة؛ لأني أجعله يصلي لكي يأخذ ما وعدته به من مال.

دلونى جزاكم الله خيراً ماذا أصنع معه، علماً بأن أبى متوفى من فتره طويلة وأمي لا تقدر عليه، أنا وهو أصدقاء على الرغم من اختلافنا في أشياء كثيرة وأنا أحبه كثيراً وأخاف عليه.

أرجو الدعوة له بالهداية ولجميع شباب المسلمين.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة المهندسة / مروة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يبارك فيك، وأن يعينك على مساعدة أهلك وإخوانك على فعل الخير وطاعة الله ورسوله، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يحشرك مع سيد الدعاة في الفردوس الأعلى.

الابنة الكريمة المهندسة مرورة، اعلمي أن جهدك في إصلاح أخيك وحثه على الصلاة لن يضيع هباءً منثوراً؛ لأن الله تعالى وعدنا بأنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى، ولكنه وكما لا يخفى عليك أن مرحلة المراهقة هي مرحلة تحد وإثبات للذات والثورة على كل شيء تقريباً، ولذلك كانت من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، فإذا مرت على خير وفي طاعة كان صاحبها في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله كما ورد في الحديث، لذا أوصيك بعدم اليأس أو فقدان الأمل في العلاج، ولا تتوقفي عن نصح أخيك، خاصةً وأن بينكما قنوات من التفاهم والمودة والمحبة، فهو أحوج ما يكون إليك خاصةً في هذه المرحلة، ونظراً لغياب والدك رحمه الله، وضعف أمك أمام إلزامه بالصلاة وغيرها؛ فهذا هو دورك الهام وميدانك الحقيقي في الدعوة إلى الله.

وأما موضوع المكافأة المالية وإن كان نفعه قليلاً نظراً لإدراكه وتقدم سنه، ولكونه أشبه ما يكون بالرشوة؛ إلا أنه لا مانع من استخدامه ولو لفترة؛ لاحتمال أن يدخل الله محبة الصلاة في قلبه مع الأيام، ولكن عليك مع ذلك بالدعاء له بالهداية والصلاح، أنت والوالدة، خاصةً وأن دعوة الأم لا ترد كما لا يخفى عليك.

انصحي أمك بعدم الدعاء عليه مطلقاً مهما كان سوء أخلاقه، أو عدم طاعته، وإنما تكثر من الدعاء له، وسترون ثمرة ذلك في المستقبل القريب بإذن الله، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً