الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة المخطوبين مع بعضهما ومدى الحاجة إلى انفرادهما في الحديث

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أولاً: أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أحب أن أسأل عن علاقة الشاب بخطيبته كيف تكون؟
لأن لي صديقاً قال لي: تقدمت لخطبة فتاة ـ والحمد لله ـ تمت الخطوبة، لكن المشكلة تكمن في أنه لا يستطيع أن يجلس معها منفرداً، دائماً إخوانها يجلسون معه، أو أمها، ولا يستطيع أن يتكلم معها بحرية، فطلب منها عقد القران لكنها رفضت بحجة أنها لم تتعرف عليه بعد، فهما مخطوبان من حوالي (5 أشهر)، فكيف تتعرف عليه وهما لا يجلسان معاً منفردين في منزلها حتى وإن كان باب الغرفة مفتوحاً، فهل أهلها لو تركوهما مع بعض في الغرفة وتركوا الباب مفتوحاً هل في هذا إثم؟ لأنه شاب خجول جداً ولا يستطيع أن يتكلم معها في وجود أحد، كما أنه اضطر إلى المحادثة عبر الهاتف فهل هذا أيضاً حرام؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أعجبني حرص أهل الفتاة على بنتهم، وأرجو أن يسعد صديقك بما حصل، ويحمد الله عز وجل الذي أوقعه في بيت يحرص أهله على الضوابط، ولست أدري لماذا يريد أن يجلس منفرداً مع الفتاة التي يفترض أن يكون قد سأل عن دينها وأهلها ثم قابلها وارتاحت نفسه لرؤيتها؟
وأرجو أن يعرف الشباب أن الجلوس مع الخطيبة والخروج معها لا يعطي الصورة الحقيقية؛ لأن تلك العلاقات تقوم على المجاملات، ولذا قيل (كل خاطب كذاب) وكذلك كل مخطوبة؛ لأن كل واحد منهما لا يظهر إلا الجوانب الجميلة فقط، ثم تظهر الحقائق بعد فوات الأوان ومن طرائف ما ورد في ذلك: قصة المرأة التي قالت لزوجها: أين الكلام الجميل الذي كنت تقوله لي أيام الخطوبة؟ فأجابها بقوله : إن الصياد يضع الطعم للسمكة حتى يصطادها فإذا تمكن منها عرضها على النيران.

أما بالنسبة للكلام في الهاتف فلا نستطيع الحكم عليه إلا إذا عرفنا نوع الكلام وأسبابه، فإذا كان كاملاً معروفاً والحاجة إليه ماسة فلا حرج في ذلك مع ضرورة أن يعرف صديقك أن كثرة المكالمات تحرج أهل الفتاة وتدفعهم لنقد الفتاة والتدخل في حياتها وليس في ذلك مصلحة، وسوف تكون خطيبته محرجة ومتحيرة بين الاستجابة له أو مجاملة أهله، ونحن ننصح هذا الشاب بإعداد نفسه وإكمال مراسيم الزواج والتماس العذر لأهل الفتاة، فإن الأحوال العامة للشباب أخذ الخطية والحذر.

ولا يخفى عليكم أن الإنسان يستطيع أن يتعرف على الأحوال من خلال أفراد الأسرة واستقرار البيت والتأمل في أحوال الإخوان والأخوال، كما أن الفتاة تستطيع أن تتعرف على الشاب عن طريق محارمها الذين ينبغي أن يتعرفوا على أسرته، ويسألوا عنه في مكان السكن، والعمل، حيث يحكمون عليه في مظهره وصلاحه وأخلاقه وسيرته بين الناس.
وأرجو أن يدرك الجميع أننا لن نجد إنساناً بلا عيوب ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
ونسأل الله أن يقدر لهما الخير، وأن يجمع بينهما على الخير، ومرحباً بك وبصديقك وشكراً لك على اهتمامك والسؤال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً